TRENDING
فاتن حمامة .. سيدة الشاشة المتمردة على الواقع

اليوم عيد ميلاد سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة التي تميزت منذ طفولتها في عالم السينما والدراما المصرية وأنطلقت منها لتصبح من بين اكثر الممثلات العربيات شهرة، حتى أنها تحولت إلى رمز لكل إمرأة تسعى إلى الحرية والانعتاق من التقاليد المحافظة لتثبت تفسها في المجتمع، فهي في كل في ادوارها نجحت في التعبير عن مشكلات النساء التي تواجههن في حياتهن اليومية، لا سيما دور عزيزة في فيلم "الحرام" احب الأدوار إلى قلبها.

إذا ولدت فاتن حمامة ولدت يوم 27 مايو ــــ أيار 1931 في السنبلاوين إحدى مدن محافظة الدقهلية. وتوفيت في كانون الثاني ـــ يناير 2015 عن عمر 84 سنه.

في صغرها، فازت بجائزة أجمل طفلة في مصر، فأرسل والدها صورتها إلى المخرج محمد كريم، الذي كان وقتها يبحث عن طفلة تمثل بجوار الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب في فيلمه "يوم سعيد" (1940)، لتظهر حمامة على شاشة السينما وسنها لا يتجاوز 9 أعوام، ثم شاركته أيضا فيلمه "رصاصة في القلب" بعد 4 أعوام، وانطلقت لعالم الشهرة في فيلمها الثالث "دنيا" (1946).

وكانت أكدت في حوار تلفزيوني أن والديها أرادا لبنتهما الصغيرة أن تظهر في السينما، فكانا يعشقان السينما وكان صديقهما ممثلا شهيرا، فأراد وضعها في مسابقة للأطفال، جسدت فيها دور ممرضة، والتقط أحد الفنانين صورة لها رآها محمد كريم، وهكذا كانت بداية الطريق نحو الأضواء.

في نهاية خمسينيات القرن الماضي، قدمت حمامة أعظم أدوارها في فيلم "دعاء الكروان" عن قصة عميد الأدب العربي طه حسين وإخراج هنري بركات، ولعبت فيه دور الفتاة الريفية (آمنة) التي تلتحق في خدمة مهندس الري في القرية، كي تنتقم لدم أختها التي وقعت في حبه وتسبب ذلك في قتلها، لكن آمنة لا تقوى على الانتقام.

حصلت على جائزة أعظم ممثلة في الشرق وكادت أن تحصل على جائزة أعظم ممثلة في العالم في مهرجان برلين، وأن العقبة الوحيدة التي واجهتها هي أنها أفريقية.

اختار النقاد 18 فيلما من أفلامها ضمن 150 فيلما من أهم ما أنتجته السينما المصرية في احتفال مرور قرن على السينما المصرية، وفازت بميدالية الشرف من الرئيسين جمال عبد الناصر وأنور السادات.

كما منحتها الجامعة الأميركية بالقاهرة شهادة الدكتوراه الفخرية عام 1999، ومنحتها منظمة الكتاب والنقاد المصريين جائزة نجمة القرن، ومنحت وسام الأرز من لبنان، ووسام الكفاءة الفكرية من المغرب، والجائزة الأولى للمرأة العربية عام 2001.

في معظم أفلامها دافعت فاتن حمامة عن المرأة وعرضت مشكلاتها فهي الشخصية المستقلة، المسؤولة، الرومانسية، وهو ما يمكن استكشافه في افلام مثل الباب المفتوح الذي يحكي عن فترة الأربعينيات وبالتحديد وقت الاحتلال البريطاني، مرورًا بحريق القاهرة وثورة 52 والعدوان الثلاثي، فتعبر بطلة الفيلم "ليلى" التي مثلت دورها فاتن حمامة عن حال الكثير من الفتيات في هذه الفترة ورغبتهن في التمرد عبر المشاركة في المظاهرات ولكن تنصدم برأي والدها الذي يرفض ذلك، ثم تجدها تنصدم بآراء منفتحة من جانب صديق شقيقها وفي النهاية، يدفعها الأخير لمحاولة البحث عن ذاتها المستقلة البعيدة عن سطوة المجتمع وأفكاره.

ومن منا لا يذكر فيلم إمبراطورية ميم حيث جسدت فاتن شخصية الأم العاملة في حقبة السبعينيات وربة المنزل، والمسؤولة عن تربية الأبناء المشاكسين ذوات الأعمار المختلفة، ورأيناها في سياق الفيلم الشخصية الحاسمة القوية التي لا تعرف الهزيمة في الحرب التي أوقعها القدر فيها.

أما فيلم "اريد حلا" فكان صرخة ودعوة الى ضرورة تغيير قانون الاحوال الشخصية وتعديله لصالح المراة واعطائها حق الطلاق والخلع من الزوج الفاسد والعنيف، وقد هاجمه التنظيمات الاسلامية بإعتباره منافي لمبادىء الشريعة.

كذلك كان فيلم "ليلة القبض على فاطمة" من أجمل أفلامها، ملخصه كان في المشهد الأخير عندما أطلقت البطلة صرختها بكلمات "اتكلموا قولوا الحق متسكتوش.. ميضعش حق وراه مطالب".

كما جسدت شخصيات بطلات الأديب إحسان عبد القدوس المتمردات في أفلام مختلفة، مثل "لا أنام" (1957)، "الطريق المسدود" (1958)، "لا تطفئ الشمس" (1961)، "الخيط الرفيع" (1971).

تركت فاتن حمامة مصر عام 1966 لرفضها العمل مع المخابرات المصرية، على غرار فنانات أخريات تم تجنيدهن فيما عرف بعدها بقضية انحراف المخابرات الشهيرة، وعادت إليها عام 1971 بعد وفاة جمال عبد الناصر.

وخلال حوار لها مع مجلة المصور نشر عام 1991 أكدت حمامة أنها كانت من مؤيدي ثورة يوليو ــــ تموز 1952، لكنها لم تلبث أن بدأت تشعر بالقلق وهي ترى الناس يؤخذون من بيوتهم للسجن، ولم تكن تستطيع السفر خارج البلاد إلا بموافقة أمنية.

كانت قصة حبها مع الفنان العالمي عمر الشريف أشهر قصص الحب في السينما المصرية، فقد جمعهما الحب أمام الكاميرا وخلفها، وقدما معا أفلام "صراع في الوادي" و"أيامنا الحلوة" و"صراع في الميناء" و"سيدة القصر" و"نهر الحب". ارتبطت به عام 1955، بعد طلاقها من زوجها الأول المخرج عز الدين ذو الفقار، وبعد انفصالها عن الشريف تزوجت من طبيب الأشعة الدكتور محمد عبد الوهاب عام 1975، وظلت تعيش معه حتى وفاتها، في حين بقى حبها في قلب عمر الشريف للأبد، ووصفها بالحب الوحيد في حياته.

كان آخر أدوارها في مسلسل "وجه القمر" عام 2000، حيث لعبت دور المذيعة ابتسام البستاني التي تعيش حياة أسرية مستقرة، مع زوجها وأبنائها، حتى يظهر زوجها الأول مرة أخرى الذي كانت تعتقد أنه مات أمامها، والمسلسل من تأليف ماجدة خير الله وأخرجه عادل الأعصر.

من أشهر المسلسلات التي قامت بتجسيد البطولة فيها كان مسلسل "ضمير آبلة حكمت" الذي أدت فيه دور مديرة مدرسة تعالج مشكلات الشابات.

يقرأون الآن