استنكر نقيب محرّري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي قيام الشركة المنظمة لحفل الفنان المصري عمرو دياب في بيروت، بإرسال تعهّد لأهل الصحافة اللبنانية قبل تغطية الحفل لتوقيعه، يشترط عدم انتقاد الحفل تحت طائلة حذف المقال، وهي سابقة لم تحدث من قبل، وقال في بيان رسمي جاء فيه: «رفض نقيب محرّري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي البدعة التي طلع بها متعهّد حفلة الفنان المصري عمرو دياب التي أحياها ليلة أمس السبت في لبنان، بإرساله تعهداً إلى الصحافيين والاعلاميين الذين يرغبون بتغطية الحفلة يلتزمون بموجبه عدم الانتقاد أو نشر ما يخالف رأي المتعهد أو الفنان أو الاثنين معاً، وإعطاء الحق لهما بحذف المادة». وأضاف القصيفي أن هذا التعهّد يتعارض مع حرية الفكر والرأي والقول والكتابة، بل مع الحرية كمفهوم عام، ويتعيّن على الزميلات والزملاء رفضه وعدم توقيعه، ولو أدّى الأمر إلى عدم تغطية هذا الحدث الفني، وكنّا نرجو ألاّ ينغصه هذا التدبير غير الموفق والمرفوض من الصحافيين والاعلاميين، لأنه يطاولهم في صلب مهنتهم وفي حقهم بالكتابة والتعبير عن رأيهم فيه بكل حرية.
ورغم الشوشرة التي حصلت بالأمس حول الشروط التي أحيطت بالحفل، من إجراءات أمنية غير مسبوقة، وقطع طرقات، وفرض لباس اللون الأبيض، وغيرها من أمور استفزت اللبنانيين، كُلّل حفل عمرو دياب بالنجاح، ويسجّل للبنان أن نجح باستقطاب 16 ألف متفرّج في حفل واحد، سيطرت القوى الأمنية اللبنانية على ضبط الأوضاع فيه، لتكسب التحدي في حماية المدينة من أعمال الشغب.
وشهدت الواجهة البحرية لمدينة بيروت توافد الآلاف من جمهور النجم المصري من لبنان والدول العربية، لحضور حفله الأول في بيروت بعد مرور 12 عاماً من حفله الأخير.
نقابة المصورين تعترض!
وأكّدت نقابة المصوّرين الصحافيين في بيان أصدرته أن هذا الأسلوب في التعامل مع المصورين والصحافيين يمثّل سابقة في تاريخ لبنان، إذ أننا لم نعهد تعاملاً مماثلاً في التعاطي مع أي حدث سياسي أو اقتصادي أو ثقافي أو اجتماعي أو فني. وأضاف البيان: «نرى أن هذا التعهّد يقوض في المبدأ حرية الرأي والتعبير التي يكفلها الدستور اللبناني، كما يعرقل مهمة الإعلام ويعيق حركة المصورين والإعلاميين في التعامل مع حدث ضخم يعوّل عليه لبنان لبثّ صورة إيجابية عن تعافيه بعد الازمات التي يعاني منها».
وأضاف البيان: «مع الاحتفاظ بحق الشركة في تحديد الأطر التنظيمية للحفل كما تراها مناسبة للحدث، نؤكد أن أي تنظيم لوجستي يجب ألاّ يشمل شروطاً مسبقة على الإعلام الذي يعتبر الأكثر حرصاً على المصلحة الوطنية، ويتقن بث صورة لبنان الإيجابية في العالم. وعليه، نؤكد رفضنا لهذه الممارسات غير القانونية في المبدأ، والتي تتنافى مع مواثيق العمل الإعلامي المكفولة في المواثيق والأعراف الوطنية والدولية، كما نستنكر هذا التمادي في التعامل غير القانوني مع المصورين والصحافيين».