TRENDING
جو أشقر

جو أشقر في كليب "رقصونا يلا"

جو أشقر يعود إلى سوقه بين الناس يفتح دكاكين الفرح ويشعلها رقصاً.

أغنية "رقصونا يلا" جديد الفنان الذي يجيد صناعة الأمل، يأخذنا في إيقاعه نحو بوابات التفاؤل ويشرعها على الملأ. جو قادر دوماً أن يرمي شباكه وسط العامة ويجلب نحوه الأنظار. هو يدرك أن الحواري العتيقة يسكن فيها الصدق والنغم الخام الذي لا يشوّهه التصنّع، فحطّ بينهم يأكل من مأكلهم ويشرب من ماء صدقهم.

أغنية مليئة بالحيوية، فرش صوته قرب بائع الفلافل وبسطات البسطاء. غنى من قلبه لناس قد يبدون نكرة، فجعل منهم أسياد الموقف. نزل إلى قاع المدينة يرقص مع المهملين فرفعوا له قلوبهم.

هؤلاء المساكين المنسيين الذين ينفضون كل يوم سجادهم ولا ينظف. جو أشقر يوظفهم في فنه وهو يدرك بأن هؤلاء لا يعرفون البيع والشراء، بل يستقبلون من هم في صفهم. وهو من صف هؤلاء الذين يفيقون مع "القلة" وينامون على أمال بسيطة.


جو أشقر في كليب "رقصونا يلا"

بعد سنوات من وباء وانفجار ووضع اقتصادي صعب يعود جو أشقر وكله أمل بلبنان الغد. أراد أن يضخ جرعة الحب هذه ويعطي وعداً بالغد. فصوّر أغنيته بين الفقراء والمهمشين ولبس من أثوابهم وغنى بالمصرية كأنه ابن دارها. فرفع أدرنالين الفرح في "بقجة" ماسح الأحذية، والطفران الذي يكفيه لحن ليرقص ويرندح معه.

ليس جديد على جو أشقر مثل هذه الأعمال الفنية التي يصبها دوماً بين أيدي البسطاء. فهو خبير في مثل هذا النوع وكأنه يقول بأن الموسيقى ولدت للفقراء حصراً، فأولئك عندهم حس أكبر وحب أكثر. وبالعودة إلى أرشيفه، يرسل جو فنه في هذا الاتجاه كما في كليب "حبيبة قلبي" أو "بتحبني ولا" أو "جنو بحلاكي" أو "قلبي دقلا". هو خبير البساطة لأنه يدرك أنها صادقة ويريد أن يحط على سطوح هؤلاء وفي قلوبهم ويسعدهم بلحنه.

جو بوعيد مخرج كليب "رقصونا يلا" أبدع في إيصال الفكرة. عرف كيف ينبش الفرح في الصور المهملة، وكيف يقدّم الوجوه على أنها انعكاس للحن للجميل. هذا العمل هو ثقافة أراده جو أشقر أن يسطره بلغة الموسيقى التي رنمها البرابرة في صحاريهم، وهزت عواطف الملوك في صروحهم، وأرقصت الناس في شوارعهم.

يقرأون الآن