أين هيفاء وهبي يتساءل كثيرون.. لم نعد نسمع منها ولا عنها.
هيفاء قرب البحر أكثر هذا الصيف. هناك تحيي حفلاتها بين الساحل الشمالي بالأمس، والآن في اليونان مع نجوم باخرة stars on board وقبلها كان مقرراَ لها أن تكون في بيروت في منتجع السان جورج قبل أن يلغى الحفل لأسباب قيل إنّها تنظيميّة، والشهر الفائت قدمت أغنيتها الجديدة "ما بضعفش".
أغنيتها الجديدة هذه بالأبيض والأسود تعود بها نحو زمن الحنين، تتمايل وتنفض عنها غبار الحب المريض، وتعطي نفسها كل مدى وهي تجاهر "اشغل وقتي ليه بحاجات متفيدش".
ما زالت هيفاء بكامل حضورها طازجة كوردة، تقدّم الكثير من الحفلات والأعمال.
في شهر نيسان\أبريل الماضي، أطلقت فيلمها "رمسيس باريس" في موسم عيد الأضحى. وخلال هذا الوقت كانت مشغولة في أسفارها.
لم تقم هيفاء مؤتمراً للإعلان عن عمل، أو للاحتفاء بنجاح، أو للظهور أمام الأضواء فحسب، منذ وقت طويل. تكتفي بنفسها تنشر ما لها على صفحاتها. تقود موجتها حسب ما تهوى وكما يقال with low profile. بدون ضجة وصخب.
هل زهدت هيفاء من الأعلام وموجاته؟ هل صدت الأبواب أمام تلك الميكروفونات والأسئلة التي لم تعد ترضيها؟ لما كل هذا التقشّف في الإبهار العام؟
منذ عام، عندما أطلت من الرياض في مؤتمر صحافي، قامت الدنيا ولم تقعد على صور لم تكن كما تشتهي، ولا تعليقات تصل إلى مبتغى الجميلة التي سكنت القلوب.
هيفاء وهبي في حفلها في الرياض
ربما اكتفت من كل هذه التعليقات فباتت في مكانها تنشر ما تريد، وتبروز نفسها بالصورة التي تحلو لها.
موجودة هيفاء بقوة لكن دون مباخر، ودون ضجيج ودون غبار يزرى في العيون.
حاملة الألقاب حوالي 50 لقباً في الجمال والإبداع والقوة والتأثير والابتكار والشباب وكل ما يخطر في البال من تقدير وثناء وإبهار. فنانة العصر التي خرجت من مدينتها وعرفتها كل مدن الأرض. لا شك لها غرض من هذا الانكفاء. ربما تخاف على مكانة وصلت إليها أو صورة تجسّدها أو كلمة تخرج في غير سياقها.
هيفاء الفنانة التي قالت يوماً عند بدء نجاحها "أنا لي زاويتي الخاصة التي لا تشبه الآخرين". ومن بعدها شرعت الأبواب لكثر حاولوا تقليدها. فكانت الفرادة التي انتقدها كثيرون في البداية، ثم صارت رأس الزاوية فحذوا حذوها وقلدوها. هي اليوم في مربع الذات تعيش السكينة تكلل نفسها متى تشاء، وتبرز متى أرادت، وتحتجب حيث تجد أن الظهور ليس في صالحها.
المشتاقون لها يقولون "عودي إلى ضجيجك فقد اشتقنا للصخب بكل جماله وهيفه". والغيارى حريصون على راحتها ومكانتها حتى ولو اختارت عدم التسويق والإعلان عن نفسها. أما "الهيفائيون" فيجدونها ملكة حيثما حلَت.