TRENDING
مجازر وحروب في مصر بين 3 فنانات والحقيقة...عام 1970


 الفنان الحقيقي يصبو إلى إبراز قيم جمالية من خلال أعماله الفنية، فتتميز إبداعاته بـ"الفن الخالص" أي الفن من أجل الفن، ومقياسه الأثر الفني وليس الألقاب...

وهنا نجد الكثير من الفنانين يبدون سعادتهم بالألقاب ويحرصون على استخدامها على المنابر، لا بل يلجؤون إلى أساليب ملتوية ويخوضون في سبيل الاحتفاظ بها "حروباً" إعلامية شرسة.

ألقاب تطلَق بلا حسيب او رقيب، حتى إن الساحة الغنائية اليوم باتت تأوي مثلا "ألف ملكة"، وكأنها "وكالة من غير بواب" كما يقول المثل الشعبي!

في الزمن الجميل عندما كنا نقول على سبيل المثال لا الحصر "كوكب الشرق"، "فنان العرب"، "صوت مصر"، لم يختلف اثنان على أن المقصودين بهذه الألقاب هم أم كلثوم ومحمد عبده وشادية التي أطلق عليها لقب "صوت مصر" عام 1970 إثر إحيائها حفلًا غنائيًا بعد هزيمة 1967، وقدمتها آنذاك الفنانة تحية كاريوكا ووصفتها بـ"صوت مصر" بعدما غنت شادية أغنيتها الشهيرة "يا حبيبتي يا مصر"، ما يعني أنها لم تُطلق أبدًا اللقب على نفسها بل للأغنية قصة...

أما في زمننا الراهن، زمن السوشيل ميديا الصفراء، فقد أصبحت "حروب" الألقاب هذه، يعود جزء منها إلى الجمهور والملحقين الإعلاميين للفنانين ببياناتهم السخيفة، لا بل إلى الضعف الإنساني، حيث رغبة الفنان وشهوات الشهرة لديه تسير على قاعدة "عند البطون تضيع العقول" ما يدفعه لأن يكون له لقب يسبقه، متناسيًا ان مهمته الأساس تكمن في اختيار مواضيع أغنياته التي يجب أن تهز مشاعر المتلقي لسنين مديدة وليس لأيام معدودة!

مؤخرًا عادت المجازر المعنوية تُرتكب بين فانزات شيرين عبد الوهاب وآمال ماهر وأنغام حول المستحقة لقب "صوت مصر" دون أي منازع، حيث ان "الخناقة" اشتعلت بعد حفل لأنغام في السعودية تحت عنوان "صوت مصر"، فكانت لها شيرين بالمرصاد مجيبةً على سؤال تلفزيوني: "هل أنت الوحيدة التي تستحقين هذا اللقب؟"، فأجابت: "نعم ونص"، أما ماهر فعادت ودخل اسمها حلبة الصراع فور استئنافها نشاطها الفني بعد غياب لحظة اعتلائها المسرح في مدينة جدة السعودية حاصدةً صدى جماهريًا واسعًا، فانتشرت فيديوهات تقارن بين أداءِ الفنانات الثلاث، أثناء غنائهن الأغنية نفسها.

ولكن في الخلاصة لقب "صوت مصر" حصلت عليه شادية في عصر أم كلثوم وعبدالحليم حافظ ولم يعترض عليه أحد من هؤلاء العظماء، بل وكان كل منهم يحب الآخر، وقصة أننا اليوم نريد أن نُطلق "صوت مصر" على مطربة أخرى بعد شادية، هو أمر يقلل من شأن المطربة الأخرى، لأن لكل من شيرين عبدالوهاب وأنغام وآمال ماهر، قيمة محفوظة بأغنياتهن وأعمالهن وأحاسيسهن وامتدادهن الطبيعي والحقيقي لعمالقة الطرب بمصر والعالم العربي، فالألقاب لا تعدو كونها مجرد كلمات ومفردات يطيب للبعض مناداة نجومهم بها وهي لا تحرّك ساكناً في نجاح وشهرة النجوم، فتظل مجرد معركة على سراب، لتبقى حقيقة واحدة ثابتة وهي الأعمال الفنية التي تخلّد اسم الفنان، بل وأيضاً تمنحه الحياة...بعد عمر طويل!

يقرأون الآن