TRENDING
طلال مداح.. النجم الذي غيّر الأغنية السعودية

اشتهر الفنان السعودي الراحل طلال مداح بأنه أبرز الفنانين الذين قدموا الأغنية السعودية بصورتها الحديثة في نهاية خمسينيات القرن العشرين. فقد تغيّر حال الأغنية السعودية بعيد إطلاق أولى أعماله عام 1959 بعنوان "وردك يا زارع الورد" التي تألفت من مقاطع مختلفة الوزن والقافية، وكتب كلماتها عبد الكريم خزام.

بعدها، لاقت أغنيته "مقادير" من كلمات الأمير الشاعر محمد العبد الله الفيصل وألحان سراج عمر، صدى واسعا في مصر والعالم العربي حين أنشدها عام 1965 في نادي الترسانة الرياضي، وسط جمهور تخطى عدده الـ 40 ألف مستمع في العاصمة المصرية القاهرة. ثم غناها من بعده صديقه محمد عبده والمطربة الجزائرية وردة، وغيرهما من النجوم الذين أحبوا هذه الأغنية ورددوها بعد رحيله.


كان مداح مطربًا وملحنًا رائدًا، فمهد الطريق أمام أجيال المطربين الخليجيين. بلغ عدد ألحانه قرابة 346 لحنا، قُدِّمت لمطربين من كل أنحاء الدول العربية، ومنهم وردة الجزائرية، وفايزة أحمد، وهيام يونس، وسميرة سعيد، ورجاء بلمليح، وعبادي الجوهر.

ولد في مدينة مكة المكرمة، وبعد رحيل والدته، تولت شقيقتها تربيته، فاعتبره زوج خالته مثل ابنه، ومنحه لقبه، فصار اسمه طلال مداح. ولقد عُرف كطفل محب للفن بعدما تأثر بالموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب، فأسندت إليه مهمة الغناء في الحفلات والمناسبات في إحدى مدارس مدينة الطائف التي التحق بها.
أهمل دراسته لصالح تعلم الموسيقى، حيث كان يُخفي العود قبل أن يبرع بعزفه. ولقد واجه صعوبة بفرض نفسه كمغن في مجتمع لم يكن الغناء والفن ضمن أولوياته. لكن الراحل لمع عربيا وأثبت موهبته، وأعطى الأغنية السعودية هوية جديدة. كما أنتج فيلما سينمائيا قبل بدء أعمال السينما في الجزيرة العربية، وأقام الحفلات الغنائية باعتبارها مناسبات خاصة، وأصدر الأسطوانات وسجل في جمعية المؤلفين والملحنين في فرنسا "ساسيرو"، فكان الصوت السعودي الأول الذي صدح من إذاعة لندن ومن برلين وموسكو.


كان مداح المطربين الذين صدّروا الأغنية السعودية إلى العالم عبر الغناء أمام آلاف الجماهير في عدة مدن أميركية وأوروبية. وقدم في مسيرته نحو 70 ألبومًا غنائيًا، فيما نال عدة ألقاب أبرزها: "صوت الأرض" و"قيثارة الشرق" و"فارس الأغنية السعودية".

رحل الفنان السعودي الكبير بتاريخ 11 آب (أغسطس) بعد مرور 5 أيام فقط على بلوغه العام الـ60. وجاء حدث وفاته أشبه بمشهدية تختصر سيرة حياته، حيث سقط أمام الجمهور على مسرح المفتاحة في مدينة أبها بعد 45 عاما من الإبداع الفني.

يقرأون الآن