TRENDING
اليوم ذكرى ميلاد

على مدار ما يقارب الـ 60 عامًا هي عمر تجربته الفنية، استطاع المخرج الأميركي من أصل بريطاني ألفريد هتشكوك، أن يؤسس مدرسة الغموض والإثارة النفسية في السينما العالمية على نحو غير مسبوق، حتى استحق عن جدارة لقب "ملك الرعب" و"سيد التشويق".

واللافت أن صانع الأفلام الشهير الذي تمر ذكرى ميلاده اليوم الـ13 من آب/ أغسطس، لم يقترب من مكانته أحد بعد مرور أكثر من 40 عامًا على رحيله في 1981، ليظل تراثه الذي يقدر بأكثر من 50 فيلمًا هو الأكثر ثراءً وتنوعًا في هذا السياق.

واعتمد في أعماله على ثلاث "ثيمات" رئيسة تتمثل الأولى في شخصية "مضطربة نفسيًّا" لا يتم التعرف عليها في بداية الأحداث، لكنها تصبح مفتاح حل اللغز ومدخلًا لفهم ملابسات الجريمة الغامضة، وهو ما نجده على سبيل المثال في فيلم "سايكو"، عام 1960.

ويتمثل "الثيم" الثاني في وجود شخص وديع، مسالم، تنقلب حياته فجأة رأسًا على عقب، حين يجد نفسه مدانًا بجريمة قتل ولا مناص من البحث عن الفاعل الحقيقي من أجل تبرئة نفسه، والمثال هنا فيلم "أقصى الشمال الغربي"، عام 1959.

أما "الثيم" الثالث والأخير، فيعتمد على وجود امرأة جميلة تخفي سرًّا رهيبًا، أو ارتكبت جريمة نكراء، يتقاطع مصيرها مع البطل، فتعمد إلى إنقاذه أو تدميره، وكأنه بمقدور حواء أن تكون مبعوثة العناية الإلهية أو حليفة الشيطان، وهو ما يتجلى في فيلم "فيرتيجو"، 1958.

امتلك هتشكوك فلسفة مهمة وقناعات لافتة تجاه النفس الإنسانية وطبيعة ما يدور في أعماقها البعيدة المظلمة؛ ما جعله بارعًا في مخاطبة المتفرجين وفهم احتياجاتهم.

ويرى "هتشكوك" أن الناس يمتلكون أعصابًا، وهم يحبون أن يشدوها أحيانا ويرخوها أيضًا، كما إن الإنسان بطبعه كما يبحث عن الهدوء يبحث في الوقت ذاته عن المتاعب ليجد لها حلًّا، لافتًا إلى أن الإنسان في جهازه الداخلي غريزة تجعله يحب التعذيب، ولو أنه يحاول أن يتحكم في نفسه وأخلاقه حتى لا يعذب الآخرين.

ويمتلك قناعة بأن أي شخص يحاول أن يتجنب الجريمة، ولكنه يجد لذة في قراءة تفاصيلها أو الاستماع لها، وإلا لماذا تنشر الجرائد فى كل مكان في العالم تفاصيل الجريمة أو الحادث، أو حتى السرقة الكبرى، وبالتالي فكل ما يحاول إضافته، هو أن يبالغ أحيانا في خيال يمكن أن يقبله ويحققه الواقع.

وفيما يتعلق بالجنس والمرأة وحدود توظيفهما، أوضح مرارًا، أنه لا يهتم بالجنس قدر احترامه للجمال، ودائمًا ما يختار سيدة جميلة يضعها محورًا للحبكة، فالإنسان بطبعه أيضًا يبحث عن الجمال، ولهذا نجد في أفلامه جريس كيلي أو كيم نوفاك أو إنجريد برجمان على سبيل المثال. 

يقرأون الآن