لنجوم الزمن الجميل ذكريات خاصة مع نشر أسمائهم للمرة الأولى في الصحف، حيث كانت الصحف الورقية، الوسيلة الوحيدة لشهرة الفنان، في زمن لم يعرف فيه النجوم الشهرة عن طريق الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي.
تحت عنوان "القبض على طلبة مشاغبين"، قرأ الفنان القدير محمود المليجي اسمه للمرة الأولى في الصحف اليومية، وأوضح في لقاء سابق أن هؤلاء الطلبة المشاغبين كانوا بعض طلبة مدرسة الخديوية الذين تظاهروا فى إحدى المناسبات السياسية، وأُلقيَ القبض عليهم، وذَكر الخبر اسم محمود المليجي ضمن هؤلاء الطلبة.
وأشار المليجي إلى أنه لم يكن من بين هؤلاء الطلبة، ولكن وكيل المدرسة أملى اسمه على ضابط الشرطة ليعتقله بتهمة المشاغبة، لأنه لم يكن يحبّه.
وأكّد محمود المليجي أنه بعد قراءة اسمه في الصحيفة، أسرع بالاختباء خوفاً من إلقاء القبض عليه، وظلّ مختبئاً حتى عفى وزير المعارف عن الطلبة المقبوض عليهم.
شرير السينما المصرية
رغم ملامحه الحادة إلا أنه كان معروف عنه أن يخاف من خياله، فلم يكن يحب الظلام ويتجنبه قدر الإمكان.
حصل محمود المليجي على لقب شرير السينما المصرية عن جدارة، ورغم أنه لم يحب هذا اللقب، إلا أنه رضخ له في النهاية، واستطاع أن يكون سفيراً للخير في أعمال فنية أخرى وأقنع المشاهد بها.
أبدع المليجي وأثرى الفن لأكثر من نصف قرن، استطاع خلالها أن يشق طريقه بين عمالقة جيله ويجد لنفسه مكاناً متفرداً بينهم.
تألق فى أدواره المسرحية والسينمائية، وشارك في أكثر من 700 فيلم، وتنوّعت أدواره وكانت علامات فنية لا يمكن لغيره أن يؤديها بنفس العبقرية، حتى أُطلق عليه لقب "أنتوني كوين العرب".
تعمّد رفض الكثير من الأفلام كي تصل إلى تلميذه فريد شوقي
رغم أنه كان أبرع من جسد الشر على الشاشة إلا أنه يشهد له زملاؤه بأنه كان من أطيب الشخصيات وأكثرها خجلاً، كما كان الأب الروحي للأجيال التالية ونموذجاً وقدوة للكثيرين منهم.
على المستوى الإنساني كان شخصاً معطاءً ولا يبخل على أحد، فكان إذا طلب قريب أو غريب منه شيئاً لا يتردد في مساعدته، حتى أنه عندما ظهر تلميذه فريد شوقي على الساحة، وكان في بداية مشواره يستعين به المخرجون كبديل للمليجي، كان الأخير يتعمّد أن يرفض الكثير من الأفلام ثم يتصل به قائلاً إنه ليس لديه وقتاً لهذا العمل، وبهذه الطريقة يستطيع فريد أن يطلب المبلغ الذي يريده عندما يعلم أن بديله الوحيد وأستاذه ترك الدور له.
أسراره الشخصية
حياة المليجي لم تخلو من الأسرار فرغم أنه ظل متزوجاً من الفنانة علوية جميل التي منحته عمرها كله إلا أنه تزوج في نهاية السبعينات من الفنانة الكوميدية سناء يونس سراً، وظلّت على ذمته حتى وفاته، ورفضت أن تعلن عن هذا الزواج احتراماً لمشاعر علوية جميل التي كان يعشقها المليجي ولا يستطيع أن يخبرها بهذا الأمر.
لفظ أنفاسه الأخيرة وهو يمثّل مشهد موت
رحل المليجي في 6 حزيران/ يونيو عام 1983، وكان ذلك أثناء مشاركته في فيلم "أيوب"، مع الفنان عمر الشريف، حيث لفظ أنفاسه وهو يمثّل مشهد موته.
وروى النجم الراحل عمر الشريف كواليس لحظة وفاة الفنان محمود المليجي خلال لقاء قديم، حيث قال: "مات بين إيديا واحنا لوحدنا"، مشيراً إلى أنهما كان لديهما أحد مشاهد تصوير فيلم "أيوب" في كازينو الليل في الهرم، وبعد مجيء "المليجي" وأثناء جلوسه معه، فوجئ به يميل رأسه، لكنه ظنّ في البداية أنه مريض، فاستدعى بعض الناس من الخارج، ليخبروه أنه توفى فى الحال. وكانت المفاجأة أن المليجي لفظ بالفعل أنفاسه الأخيرة، عن عمر يناهز 72 عاماً، وأصيب كل من في الاستوديو بالصدمة من هول المفاجأة.