كشفت مذكرات الفنان الراحل فريد شوقي واقعة إنسانية شديدة الحساسية من بدايات زواجه بالفنانة هدى سلطان، كادت أن تنتهي بالطلاق بعد مرور 20 يومًا فقط على الزواج، بسبب أزمة مالية خانقة عاشها في تلك الفترة.
زواج بلا دخل وأزمة خانقة
يروي فريد شوقي أنه تزوج هدى سلطان في الأول من فبراير عام 1951، بحضور عدد محدود من المقربين، بينهم والده وشقيقه الضابط وصديقه فؤاد جعفر. لكن الأيام الأولى للزواج مرت قاسية، إذ يؤكد أنه لم يدخل جيبه مليم واحد طوال عشرين يومًا، ما وضعه تحت ضغط نفسي شديد.
قرار الطلاق بدافع الخوف لا القسوة
يوضح فريد شوقي أن فكرة الطلاق لم تكن ناتجة عن فتور المشاعر، بل على العكس تمامًا. فقد كان الحب حاضرًا، لكن الخوف من إجبار زوجته على حياة مليئة بالفقر والحرمان دفعه للتفكير في الانفصال، معتبرًا الاستمرار «عبثًا» في ظل الظروف المادية الصعبة.
المأذون حاضر… والمفاجأة على الباب
بعد أن حسم قراره، اتصل بوالده وأحضر المأذون بالفعل، مقتنعًا بأن الحظ لا يمكن أن يجمعه بزوجته رغم الحب الكبير بينهما. إلا أن المفاجأة كانت في انتظاره أمام بيت والده، حيث صادف أحد مساعدي الريجي الذي اصطحبه على الفور إلى مكتب إحدى شركات السينما.
نصف ساعة قلبت الموازين
خلال أقل من 30 دقيقة، وقع فريد شوقي عقد بطولة فيلم جديد، وتسلم القسط الأول من أجره وقدره 200 جنيه، وهو مبلغ كبير بمقاييس ذلك الزمن، ليشكل نقطة تحول حاسمة في حياته الزوجية والفنية.
وداع المأذون… واستقبال الحياة
عاد فريد شوقي سريعًا إلى المنزل، وودّع المأذون بعد أن منحه مبلغًا محترمًا، ثم توجه إلى شارع 26 يوليو واشترى بكل المبلغ هدايا لزوجته هدى سلطان، لتبدأ صفحة جديدة في زواجهما.
سر بقي طي الكتمان
يؤكد فريد شوقي في مذكراته أن هدى سلطان لم تعلم أبدًا بهذه القصة طوال حياتها، ولم تعرف مدى قرب انفصالهما في الأيام الأولى للزواج، إلا من خلال هذه المذكرات التي كُشف عنها لاحقًا.