ليست المرّة الأولى التي يتُّهم فيها فنانٌ بالتطبيع مع إسرائيل، ولن يكون ما حصل مع الفنانة نانسي عجرم ليل أمس الأخير، إذ ثمّة حروب فنيّة تتّخذ فيها المنافسة شكل المعارك المؤذية، التي لا تنتهي عند إطلاق تهم التطبيع، ناهيك عن الفخ الذي ينصبه العدو لمشاهير العرب، في المباريات العالمية جمالية كانت أم رياضية أم فنية، وفي الحفلات حيث يفاجىء النجوم بمعجبين يتبيّن أنّهم كانوا مجرد فخ.
وفي التفاصيل، انتابت موجة غضب عارمة روّاد مواقع التواصل الاجتماعي أمس، بعد احتفاء الإعلام العبري بصور نشرها المدوّن السياحي الإسرائيلي "إيتزيك بلاس"، رفقة الفنانة اللبنانية نانسي عجرم خلال حفلها في قبرص.
גם הפעם היא תסתבך? הזמרת הלבנונית ננסי עג'רם, מהפופולריות בכל העולם הערבי, הצטלמה עם בלוגר הטיולים הישראלי איציק בלס@kaisos1987 @mayarachlin pic.twitter.com/aPjtCcr1V2
— כאן חדשות (@kann_news) February 19, 2024
ونشرت قناة "كان" العبرية تقريراً عن مصافحة نانسي عجرم والتقاط الصور مع المدوّن الإسرائيلي، كما استذكرت القناة التقاط الفنانة صوراً سابقة مع إحدى الإسرائيليات الصيف الماضي.
בשולי הלחימה בגבול הצפון, זמרת העל הלבנונית, ננסי עג'רם במפגש עם בלוגר התיירות הישראלי, איציק בלס. אני מניח שהברנז'ה הלבנונית פחות תתלהב מהתמונות האלה בעת הזאת pic.twitter.com/s3JQf6apN3
— roi kais • روعي كايس • רועי קייס (@kaisos1987) February 19, 2024
وبعد انتشار الصور على مواقع التواصل الاجتماعي، تعرّضت نانسي لهجوم عنيف من النشطاء، الأمر الذي دفعها إلى التغريد على حسابها دعماً لجنوب لبنان وما يتعرّض له من قصف إسرائيلي، حيث كتبت: "الله يحمي أهلنا بالجنوب ويبعد الحرب عن كل شبر ببلدنا ووطنّا العربي".
الله يحمي اهلنا بالجنوب و يبعد الحرب عن كل شبر ببلدنا و وطنا العربي ?#الجنوب
— Nancy Ajram (@NancyAjram) February 19, 2024
حرب تشويه سمعة يقودها صحافي إسرائيلي
وكان الصحافي الإسرائيلي إيدي كوهين، قام بتوجيه اتهام لنانسي عجرم، بإحياء حفلٍ لرجل أعمال إسرائيلي في الولايات المتحدة مطلع شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي. وكتب كوهين عبر حسابه في تطبيق "إكس": "نانسي عجرم تزعم بأنها تدعم القضية الفلسطينية وها هي منذ اسبوعين تغني في عرس يهودي صهيوني في نيوورك عنده الجنسية الإسرائيلية. وكان في الحفل عشرات الجنود الصهاينة. حلوة يا نانسي".
ونشر فيديو للفنان ناصيف زيتون وهو يغني بينما كانت نانسي ترقص إلى جانبه.
يومها، تجاهلت نانسي التعليق على منشور كوهين، بينما تولى جمهورها الرد، مؤكداً أنّ اتهام صهيوني لنانسي بالعمالة وتخوينها، هو وسام على صدرها.
قبل نانسي تعرّض الكثير من الفنانين إلى تهم ووقعوا أو كادوا يقعون في فخ إسرائيلي، نجت منه نانسي في صيف 2007، حين اقتحمت مؤتمرها في عمان على هامش مشاركتها في مهرجان جرش صحافية إسرائيلية، تصرّفت يومها الفنانة رغم صغر سنّها بذكاء، طالبت بإخراج الصحافية دون الالتفات إليها، وأكملت مؤتمرها بهدوء. ودفعت نانسي ثمن هذا الموقف محاولات تشويه سمعتها، من قبل الصحافة الإسرائيلية التي اتهمتها بإحياء حفل زفاف رجل إسرائيلي في نيويورك، اتهام فضلت نانسي تجاهله.
محمد رمضان كاد يفقد عمله
عام 2020، أعلنت نقابة المهن التمثيلية المصرية، بعد التحقيق مع الممثل محمد رمضان، توقيف عمله على خلفية إتهامه بالتطبيع مع إسرائيل. وقررت لجنة التحقيق برئاسة مستشار مجلس الدولة حفظ التحقيق والإكتفاء بفترة إيقافه عن العمل التي بدأت فور اندلاع الأزمة.
رمضان تعرّض لواحدة من أقسى المشاكل في مشواره الفني بعد انتشار صور له مع عدد من مشاهير إسرائيل، خلال وجوده معهم في إحدى الحفلات الخاصة في دبي، وعلى رغم إنكار رمضان معرفته بهويتهم إلا أن إنتشار المزيد من الصور مع عدد من الشخصيات الإسرائيلية تسبب في اشتعال أزمة بينه وبين الجمهور المصري والعربي.
وانتشرت يومذاك مطالبات بمنعه من التمثيل نهائيًا، وأصدرت نقابة المهن التمثيلية برئاسة الدكتور أشرف زكي، قرارًا بوقفه عن التمثيل لحين مثوله للتحقيق.
إتهام راغب علامة بالتطبيع مع إسرائيل.. والقضاء بالمرصاد
إتّهم الفنان اللبناني راغب علامة بالتطبيع مع إسرائيل عام 2018، على خلفية تعاونه مع شركة سويسرية للساعات إحتفلت بالذكرى السبعين لتأسيس "إسرائيل" بإطلاق سبعين ساعة فاخرة تحمل نجمة سداسيّة.
إلا أنّه أسهم في تفاقم الحملة التي شنّتها ضدّه حملة مقاطعة اسرائيل عبر مواقع التواصل الإجتماعي، ليفجّر بعد تفاقم القضيّة مفاجأة مدوية، مأكدًا أنّ "عقده مع الشركة التي كان يمثّل وجهها الإعلاني في الشرق الأوسط منذ عام 2015 انتهى منذ 7 أشهر".
وبعد تصريحاته، فضّل الدخول في سجالٍ مع القيّمين على الحملة لاسيّما عبر "تويتر"، بدايةً عن طريق شقيقه ومدير أعماله خضر الذي أكّد أنّ الشركة التي تعاقدت مع علامة هي شركة سويسرية وليست شركة إسرائيلية، وإلاّ ما كان ليتعاقد معها أساسًا، إنطلاقًا من مبدأ إيمانه بمقاطعة أيّ منتج إسرائيلي. وعن الساعة التي تحمل نجمة سداسية قال إنهم استوضحوا الأمر فتبيّن أنهم صنعوا هذه الساعة لأحد الأفراد لا أكثر ولا أقل، وفق علامة.
راغب رفع الصوت عاليًا بعد تركيب صورةٍ له على ساعة تحمل رموزًا عبرية للإيحاء بأنه شارك في إحتفالٍ مشبوهٍ واعتبر الأمر تحريضًا على قتله، موجهًا إخبارًا إلى القضاء اللبناني لسرعة التحرّك لكشف من يقف وراء تركيب الصورة وترويجها.
صابر الرباعي واجه تهمة التّطبيع
أثارت صورة لضابط إسرائيلي مع النجم التونسي صابر الرباعي، جدلًا واسعًا في تونس، بعد تعرضه للإنتقادات اللاذعة والاتهامات بالسعي للتطبيع مع إسرائيل عام 2016.
وكان ضابط إسرائيلي يشرف على ممر للعبور بالضفة الغربية، قد نشر صورة مع الرباعي عبر حسابه الرسمي على "تويتر" وقال: "نسعد بتعزيز الحفلات الفنية مرحبين بوصول كل فنان. سررنا بتنسيق عبور المطرب صابر الرباعي عبر جسر اللنبي الروابي".
ولم تمض سوى دقائق قليلة على نشر الصورة حتى تفجر الجدل وأعادت صحف عديدة نشرها، واتهم كثيرون المغني التونسي بالتطبيع مع إسرائيل وخيانة القضية الفلسطينية.
وفي تلك اللحظة، سارع بإصدار بيانٍ قال فيه إنّ "منسق العبور عرّف نفسه بأنه فلسطيني وإسمه هادي، وأضاف أنه لم يكن بالفعل يعرف هوية الضابط الإسرائيلي، نافيًا أيّ نيّة للتطبيع".
وكان الرباعي أول مغنٍ عربيٍ يحيي حفلًا فنيًا على مدرج مدينة روابي الفلسطينية.
عمرو دياب اتهم بالتطبيع.. وهكذا كان ردّه
في منتصف عام 2009، وبينما كان يستعد لحضور مهرجان المغرب، الذي يقام كل عام بحضور عدد من فناني العرب والعالم، لم يكن عمرو دياب يعلم أن الحفل يضم إحدى المطربات الإسرائيليات الشابات، لتلتقط له عدد من الصور ظهر فيها مع تلك المطربة.
على إثر ذلك اتهم دياب بالتطبيع مع إسرائيل، ليصدر سريعًا بيانًا يؤكد فيه عدم علمه بأنها مغنية إسرائيلية، مؤكدًا أنه ما كان ليحضر المهرجان لو علم بذلك.
مرت الحادثة بسلام، قبل أن يقع عمرو دياب في فخ آخر بحلول 2012، كانت وطأته أشد، عندما كشف الشاعر أيمن بهجت قمر عن قرار دياب بيع بعض من أغانيه لرجل أعمال إسرائيلي، في حين أعلنت الشركة المنتجة للأغنيات أنه لا يحق لعمرو دياب بيعها لحقوق الملكية التي تعود للمنتج فقط، وكذلك الشاعر الذي ألفها، الذي رد على عمرو دياب بالقول: "لما تكون فنان مصري كبير وتبيع تاريخك لميردوخ إسرائيلي الجنسية ده حقك، لكن أنا تاريخي أسيبه لأولادي وبلدي، وما أبيعش تاريخي".
هيفاء وهبي فضّلت عدم الردّ!
لم يكن هؤلاء المشاهير فقط، التي تثار فيها شبهات تطبيع أبطالها فنانون ينأون بأنفسهم عن السياسة. ففي عام 2008، قيل إنّ النجمة اللبنانية هيفاء وهبي باعت فيديو كليب صورته قبل مدة إلى شركة الهاتف المحمول بارتنر، التي وضعت على صفحتها الرئيسية صور الفنانة اللبنانية مرفقة بإعلان للمشتركين الراغبين بشراء صورها.
يومها فضلت هيفاء تجاهل الشائعة ولم ترد.
إيلي شويري وقع في الفخ
من عمان كان الفخ الإسرائيلي حاضرًا ليقع في براثنه الفنان اللبناني إيلي الشويري أثناء عرضه مسرحية "صح النّوم" عام 2007 فوجد نفسه ضيفًا على صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيليّة، بعد أن إدعى محاوره الإسرائيلي الذي يجيد اللغة العربية بطلاقة، أنه فلسطيني من عرب 48، علمًا بأنه نشر المقابلة في الصحيفة العبرية، جعله يتيقن أن ثمّة من أوقعه في الفخ، مؤكدًا أن الصحيفة حورت إجاباته بعد رفضه التطرق إلى مسائل سياسية حساسة.
هبة طوجي أوقعت نفسها في الفخ
من فرنسا وقفت الفنّانة اللبنانية هبة طوجي في قفص الاتهام، بسبب إلتقاط الصور مع زميلتها لالوم الإسرائيليّة في برنامج "ذا فويس" الفرنسي الذي شاركت فيه قبل سنوات.
فقد جمع الفنان ميكا أحد المدربين في البرنامج هبة ولالوم في فريق واحد، وتوقّع كثيرون أن تنسحب هبة، إلا أنّها استمرّت حتى أقصيت من البرنامج بقرار جماهيري، وكانت لالوم في هذه الأثناء تدأب على نشر صورها مع زميلتها، التي شنّت ضدّها حملة في بيروت، وطالبها الإعلام اللبناني بتوضيح موقفها، فالتزمت الصمت وبعد عودتها إلى لبنان، صرّحت بأنّها تعاملت مع زميلتها باعتبارها تحمل الجنسيّة الفرنسيّة، رغم أن لالوم نفسها كانت تعرّف عن نفسها بأنّها إسرائيليّة.
حتّى ملكات الجمال لم يسلمن من الفخ الإسرائيلي
بعيداً عن الأفخاخ الإعلامية، وقعت ملكة جمال لبنان للعام 2006 غابرييل أبي راشد في فخٍ من نوع آخر، حين كانت تمثّل لبنان في مباراة "مس يونيفرس" العالمية، في الوقت الذي كانت إسرائيل تشن فيه حربًا على لبنان، فأثارت وسائل الإعلام مسألة العلاقة المريبة التي تجمع الملكة اللبنانية بزميلتها الإسرائيلية، وامتناع أبي راشد عن التعليق على الحرب التي تشن ضد بلدها بحجة عدم رغبتها في خوض نقاش سياسي عقيم.
وأيضًا، ملكة جمال لبنان سالي جريج التي إعتبرت أنّها وقعت في "فخ" ملكة جمال إسرائيل بالتقاطها صورة "سيلفي" معها أثناء كواليس المسابقة العالمية لملكات الجمال، بعد أن لقيت انتقادات في بلادها لتوافقها مع مواطن من "دولة عدوة".
وأظهر تقرير لصحيفة الإندبندنت البريطانية صورة لسالي جريج مبتسمة بجانب ملكة جمال إسرائيل دورون ماتلون، مع ملكة جمال سلوفينيا واليابان، ونشرتها الإسرائيلية على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "إنستغرام".
وقالت الصحيفة إن جريج أصرت على أن الصورة أخذت فجأة، إذ قالت على صفحتها على الفيس بوك إنها "منذ اليوم الأول لمشاركتي في مسابقة ملكة جمال العالم حرصت على أن أتجنب أي صورة أو تواصل مع ملكة جمال إسرائيل (التي حاولت تكرارا أخذ صورة معي"، مضيفة: "كنت آخذ صورة مع ملكة جمال اليابان وملكة جمال سلوفينيا، وفجأة قفزت ملكة جمال إسرائيل وأخذت سيلفي ووضعتها على صفحتها".