TRENDING
Reviews

"الغريب" حكاية ممتعة مؤلمة عن زلة إبن سيغير حياة العائلة إلى الأبد

مسلسل الغريب

عائلة تعيش بهناء وسعادة. النبل سمة رب البيت، القاضي الذي لا يزيح عن الحق والأم التي تحتضن عائلتها بالكثير من الحنان والتفاهم مع زوجها. وبنت تحلم بالزواج من حبيبها خفيف الظل وابن يعيش شبابه وسط رفاق السوء، تتنازعه أفكار الطيش بين أن يثبت نفسه أنه الشاب القبضاي الذي لا ينكسر، وبين أعراف عائلة تعيش مستورة في ظل الأخلاق والقيم.


ماذا بعد؟

يبدأ المسلسل رتيباً بارداً. الكاميرا تأخذ وقتها في تصوير فنجان القهوة وكيف تحضر الأم الطعام وكيف تغسل الوجوه، والمشاهد يتابع كل ذلك وهو يقول ماذا بعد؟

العائلة التي أقصى همومها أن يحكم الأب بالعدل في قضاياه، وأن تلم الأم قصص أبنائها وتحضر لفرحهم، والبنت منتهى غايتها أن يقبل الأهل بعريسها الظريف. والصبي الشاب في منأى آخر، يخرج مع رفاقه ويتأخر ويرجع مضرّجاً بالدماء. كل ليلة ثمة مشكلة يتسبب بها. دوماً كانت نصيحة الأب أن يبتعد عن هذه الشلة لا سيما رفيقه وائل الذي تصفه الأم (فرح بسيسو) بأنه ابن شارع وهو ليس من طينتنا. والأخت تنبهه وتستر عليه. تتكرر الوعود بأن يكف عن المهاترات لكنها دوامة لا تنتهي.


وقعت الواقعة

وقعت الواقعة بعد أن تسبب الأبن الطائش رامي مع صديقه المتفلت وائل بمقتل إيهاب عن طريق الخطأ. هنا تبدأ الأحداث بالاحتدام والأب القاضي النبيل عليه أن يلملم المصيبة التي ألمت بابنه. وأمام انعدام الحق وعدم اليقين بأن الحكم سيكون عادلاً على ابنه الوحيد الذي تسبب بقتل أحدهم عن طريق الخطأ، لم يكن أمامه سوى الهروب مع عائلته من دمشق إلى بيروت وبطريقة التهريب والتزوير.

تحتدم القصص وتنفلش أمامنا، فساد ومافيات على الحدود. قطاع طرق. خوات. والوصول إلى بيروت كخلاص، لم يكن سوى مصيبة أخرى ستغير حياة العائلة إلى الأبد ونحو الأسوء.

عائلة كانت تعيش بعز وكرامة صار أفرادها أشبه بمجرمين خائفين يتربصون بأي مكان هرباً وقلة حيلة. وهناك في بلاد الهروب ستكمل القصة نسيج الهروب والفزع والفقر.


إخراج انطلق رتيباً ثم..

الإخراج يشبه القصة تماماً يبدأ رتيباً ثم يحتدم، أرادت صوفي بطرس المخرجة أن تخلق هذه الصدمة، فنحن نعيش الهدوء والسلام ببرودة وكأن شرب فنجان القهوة على شرفة المنزل لا معنى له، لكن يتضح أنه كل المعنى عندما نفقد البيت والاستقرار. وكيف تصبح أتفه الأمور لها شأن عندما نكون محصنين ونصبح هاربين.

القصة الدرامية هذه ليست مجرد عمل فني للتسلية وحبكتها أبعد من اثارة الوقت بالاستمتاع والتفرج، تفتح الذهن على أهمية العائلة وتضامنها في الرخاء وفي المصائب. والأهم كيف أن أولاد السوء قادرون على الفتك بأبنائنا، وكيف أنّ زلة واحدة قادرة أن تبدل مجرى حياتنا من السماء نحو القاع.


بين دمعة الأب ودمعة الإبن

الرسالة الأولى والأخيرة لهذا العمل الذي فيه كل مقومات الجذب والتشويق. هو كيف أنّ الخطيئة الواحدة قادرة أن تبدل حياتنا وتجعلنا ننتقل من ضفة الأمان والبحبوحة، إلى ضفة المصاعب الشائكة التي لا يصل إليها خيال. وكلمة للأهل دوماً ترن في البال: "انتبهوا على أولادكم إجعلوهم يبكون أفضل من أن يجعلونكم تبكون، لأن بكاء الأهل يأتي بعد مصيبة وبكاء الأبن يأتي على تشذيب".

"الغريب" مسلسل درامي اجتماعي يعرض على منصة شاهد من إنتاج شركة الصباح وبطولة بسام كوسا وفرح بسيسو وسعيد سرحان وجمال كبش ومحمد عقيل وأدم الشامي وساندي نحاس. كتابة لبنى حداد ولانا الجندي. والإخراج لصوفي بطرس.

يقرأون الآن