TRENDING
عن ماغي بوغصن يوم تركت خلفها مجوهراتها ومشت

ماغي بوغصن الفنانة متعدّدة المواهب القادرة على خلع جلدها بسهولة، تحمل الفرح وتنثره كعدوى توزع ابتسامتها على الصغار قبل الكبار. في الدراما تتحول من شخصية أخرى تطالها جميعاً كأنها ممسوسة بطينة بطلاتها.

بطلة "للموت" و"أولاد أدم " و"كراميل" و"جوليا "، ماغي بوغصن تلد في كل مرة من جديد. موهبة تقطف الدمعة كما الابتسامة، الشر كما الخير، اللؤم كما الطيبة شجرتها وارفة وأفنانها متعددة.


انغمست في الكوميديا حتى طلتها كاملاً وظنوا أنها لن تستطيع التقشر من هذا اللون، فإذا بها تذهب نحو النقيض وتتسربل به. سحر الشخصية الأخيرة التي لعبتها لثلاثة مواسم في "للموت" أنستنا من تكون وما يمكن أن تؤول له.

هي ليست سيدة مكانها لأن القرار والمكانة يمّكنها من ذلك. بل هي هنا لأن تاريخها يشهد على مسيرة انطلقت بها من الوعر. شدّت أقدامها الطرية في بداية التسعينيات ورحلت باتجاه سوريا منبع الدراما، ومن هناك انطلقت تسجل اسمها في الخوالي لبسام الملا ومن ثم مع أنطوان ريمي في "الاخوان " و"المغاور" ومن ثم راحت تزرع حقولها الواسعة مما تحمل جعبتها من بذار.

حوالي خمسون مسلسلاً حصاد مسيرتها التي ما زالت تتألق وتتنوع وفي كل مرة تبهرنا بجديدها. ماغي بوغصن ليست شخصية عابرة في الفن بل هي نقطة ارتكاز وأثرها لا يتّضح عند أهل الأقلام بقدر إتضَاحه عند عامة الناس. فشعبيتها تشهد على ذلك. وصيتها مُستقى من تاريخها فهي القريبة والكيوت والجميلة والقديرة.

عندما نكتب عنها لا يمكن أن نقفز عن مكانتها كصاحبة قرار، وربما هذه المكانة سببت لها المشاكل وأحدثت جلبة كونها زوجة جمال سنان أحد أكبر المنتجين وصناع الفن في وطننا العربي.


لكن الفنان صاحب الموهبة لا يعير اهتماماً سوى للمواهب. والشبعان لا يكترث كم المائدة غنية وحافلة. وفي هذا السياق هناك حادثة تخصها حول المال والثراء.

كانت ماغي بوغصن تصور لقاءً في إحدى شاشات التلفزة وكان معها أكثر من طقم مجوهرات لتختار مع المخرج الملائم أكثر للإطلالة، فتركت تلك المجوهرات التي لا تقدر بثمن مع أحد العاملين في التلفزيون، وبعد انتهاء التصوير خرجت ونسيت مجوهراتها الماسية، فعندما اتصل بها من أوتمن على تلك المجوهرات قالت له "الوقت متأخر الآن سأمرّ لأخذها في وقت لاحق". هذه مجرد قصة لمن لا يلتفت خلفه حتى ولو وقع نصفه.

ماغي التي عاشت واختبرت الألم بكل أشكاله، ذاقت القسوة والعنف في زواج سابق فضمدت جراحها وانطلقت باتجاه الحياة صانعة من نفسها نجمة. وعندما عرفت أقسى أنواع المرض ورم في الرأس عضت على مصابها ووقفت كالرمح تواجه وتجابه وترضى بقسمتها. ونهضت لتقدم لنا بريق سحر. هذا النضال الذي لا يقف عند حدود. هذا الصمود الذي لا يعرف الانكفاء. هذه الشخصية التي تحمل همومها وتضحك، ترمي وجعها وتنطلق.


ليس كثيراً لو قلنا إنها مجبولة بالفن من راسها حتى ساسها. فهي صاحبة صوت جميل وحائزة على ميدالية ذهبية منذ نعومة أظافرها يوم غنت في تلفزيون لبنان لفيروز في برنامج "واحة الأولاد "، ويوم اشتركت في ديو المشاهير كانت الأولى أيضا. تركت الغناء جانباً لأنه يتعارض مع أمومتها كما تقول واكتفت بالتمثيل.

لمن يقول إن زوجها صنعها لأنه صاحب شركة انتاج، فصناعته راقية وجسم ماغي بوغصن لبيس. علماً أنّ ماغي كانت متميزة قبل إيغل فيلمز.

هي اليوم سفيرة لحماية الطفولة وكانت قد قدمت مقطعاً تمثيلياً بهذا الخصوص. وقريباً ستطل بشخصية يسار العمل الجديد الذي ننتظره دون أن نعرف عنه الكثير.

ماغي بوغصن نجمة الموهبة ونجمة التواضع ونجمة لا تطفئها الأقاويل.

يقرأون الآن