TRENDING
تحدّث عن الموت قبل رحيله... جميل راتب كشف أسراره وغاب

الممثل المصري الراحل جميل راتب

عاش حياة شديدة الخصوصية وكان ابناً لأسرة معروفة بالنضال بالسياسي. وقبل رحيله في مثل هذا اليوم قبل 5 أعوام، تحدّث الممثل المصري القدير جميل راتب عن الموت، كما كشف أسراراً عديدة عن طفولته إذ قال إنه كان خجولاً منطوياً وطالباً غير مجتهد، فكان يؤدي مجهوداً كبيراً في الدراسة لكن النتيجة في النهاية كانت ضعيفة.

الممثل الراحل جميل راتب

حديث جميل راتب عن الموت: راحة وخوف من العذاب

تحدّث جميل راتب عن الموت قبل رحيله في لقاء تلفزيوني مع الإعلامية اللبنانية راغدة شلهوب، وذكر أنه لا يخشى الموت بل يعتبره راحة كبيرة، حيث قال: "الموت راحة من مشاكل مختلفة كالمرض والتقدّم في السن ومشاكل الحياة عموماً"، مضيفاً: "أنا لست خائفاً من الموت، إنما من العذاب الذي يسبقه، وأتمنّى أن أموت من دون عذاب أو مرض".

واستكمل الراحل جميل راتب حديثه قائلاً: "لا أخشى الموت لأنه مصير جميع الناس، وبموتي، سألحق بمكن كانوا إلى جانبي وأحبهم وفارقوني، وأمنيتي هي أن أقابلهم في العالم الثاني".

ولدى سؤاله عن تصوّره للموت وكيف يراه من وجهة نظره، أجاب: "الموت بالنسبة لي علامة استفهام، لكنني أعتقد أننا سنعيش في عالم آخر ونتشارك الناس الذين نحبهم في هذه الحياة، حياة ثانية في الآخرة"، وأضاف: "الموت مجهول ولا أشعر بالقلق أو الخوف تجاهه، وأنا راضٍ بكل ما سيحصل وراضٍ بالحياة التي عشتها".


الممثل الراحل جميل راتب في شبابه

أسرار الطفولة

شرير السينما الأنيق، سفير السينما المصرية، عبقري السينما العربية، الأرستقراطي، كل هذه الألقاب حازها الفنان الراحل جميل راتب الذي ولد في 28 نوفمبر 1928 في حي غاردن سيتي بالقاهرة، لأسرة أرستقراطية لها تاريخ في النضال السياسي، فعمّة والدته هي السيدة هدى شعراوي، كما شارك والده في ثورة 1919، وتوفي في 19 أيلول/سبتمبر عام 2018، إثر تعرّضه لوعكة صحية أثّرت على أحباله الصوتية، تاركاً إرثاً فنياً كبيراً تخطّى حدود الوطن.

وقبل رحيله، كشف راتب أسراراً عديدة عن طفولته إذ قال إنه كان خجولاً منطوياً وطالباً غير مجتهد، فكان يؤدي مجهوداً كبيراً في الدراسة لكن النتيجة في النهاية كانت ضعيفة.

كذلك كشف أنه سافر إلى فرنسا عندما رفض والده التحاقه بالتمثيل، وعمل حينها كحمّال للبضائع كما عمل كمترجم لإتقانه اللغتين الإنجليزية والفرنسية. ورغم ذلك كان فخوراً بكل مسيرته الفنية والحياتية: "أنا فخور بكل هذه المسيرة، رغم عدم نجاحي في بعض المجالات، فعملت غرسون لمدة أسبوع، ولكن كل هذه المهن جعلتني احتكّ بالطبقة العاملة الكادحة، وهذه محطة كوّنتني نفسياً وإنسانياً، وأعتقد أن خجلي هو الذي جعلني ممثلاً".

بدايته الفنية

انضم راتب لفرقة التمثيل المسرحي في المدرسة الثانوية، ثم كلية الحقوق الفرنسية بالقاهرة عام 1945 لرغبة والدته بأن يعمل دبلوماسياً، سافر بعد عام إلى فرنسا في منحة لاستكمال دراسته هناك، إلا أن عشقه للتمثيل لم يغب عن ذهنه ما جعل والده يغضب منه ويمتنع عن إرسال النقود له، ولجأ جميل للعمل في العديد من المهن البسيطة لتدبير مصاريفه.

شارك حينما كان في العشرين من عمره في فيلمه الأول «أنا الشرق» أمام ملكة جمال فرنسا النجمة كلود جودار ومجموعة من الممثلين المصريين، وقدّم العديد من المسرحيات على المسرح الفرنسي منها: قفزة الموت، سوء تفاهم، إضافة إلى عدة مسرحيات لشكسبير وغيره من كبار الأدباء وأبرزها: هاملت وأوديب، وشارك مع الكوميدي فرانسايز في بعض الأعمال، ورشّحه الفنان سليمان نجيب لإحدى الفرق الفرنسية فضمّته إليها وقدّم معها عروضاً في مصر عام 1952، وأول أفلامه في فرنسا كان الفيلم الأمريكي "ترابيز" الذي عُرض عام 1956.

وشارك الفنان الراحل في فيلم "لورانس العرب" مع الفنان العالمي الراحل عمر الشريف عام 1962، وبلغ رصيده من الأعمال في فرنسا 75 عملاً منهم 15 فيلماً عالمياً.

جميل راتب وعمر الشريف في فيلم "لورانس العرب"

عاد جميل راتب إلى مصر عام 1974، وقدّم للسينما ما يقرب من 80 فيلماً منها: الكداب، شفيقة ومتولي، حب في الزنزانة، وداعاً بونابرت، والعديد من المسلسلات التلفزيونية منها: هروب، رحلة المليون، ضمير أبلة حكمت، يوميات ونيس، زيزينيا، مسألة مبدأ، وآخرها "بالحجم العائلي" الذي عُرض في عام وفاته، سنة 2018، هذا بالإضافة إلى تقديمه ٦ أعمال في الإذاعة منها: "كفر نعمت" عام 1978، و"أشياء لا تباع" عام 1983.

وعمل راتب كمساعد مخرج في فيلم أنطوني كوين "زيارة السيدة العجوز"، كما عمل في الإخراج المسرحي في مسرحيات "الأستاذ" و"شهرزاد".

الممثل الراحل جميل راتب على المسرح

جوائز وتكريمات

ملامحه الحادة وخفّة ظله، كانت مزيجاً جعله يؤدي العديد من الأدوار بكل سهولة، وقد كان مطّلعاً على كل المدارس التمثيلية في العالم، ما جعله متفرداً، فلن تجد له شبيهاً في أدائه أو طريقته في نطق الكلمات.

نال راتب العديد من الجوائز والتكريمات، وتسلّم جائزة الدولة من الرئيس الراحل أنورالسادات كصاحب أفضل دور ثانٍ عن فيلم "الصعود إلى الهاوية". واختير 3 من أفلامه في قائمة أفضل 100 فيلم مصري وهي: "على من نطلق الرصاص"، "الصعود للهاوية"، "البريء".


حياته الشخصية

تزوج جميل راتب من فتاة فرنسية، كانت تعمل في مجال التمثيل، ولكنها اعتزلت وتفرّغت للعمل كمديرة إنتاج، ثم منتجة منفذة، ثم مديرة مسرح "الشانزليزيه"، وتعيش في باريس.

وعندما كان جميل راتب يذهب إلى باريس، يقوم بزيارتها في بيتها الريفي، وذلك لأنهما شبه منفصلين، ولكنه كان يحترمها، ويقدّرها.

يقرأون الآن