TRENDING
أخبار هواكم

تمثالان برونزيان.. عاليه تُكرّم "ابو ملحم وام ملحم" باحتفالية وطنية جامعة

تمثالان برونزيان.. عاليه تُكرّم

برعاية وحضور وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري، وبدعوة من أهالي وبلدية عاليه، أقيم في باحة كنيسة القديس جاورجيوس للروم الأرثوذكس في عاليه. احتفال إزاحة الستارة عن تمثالي أديب حداد وسلوى الحاج (أبو ملحم وأم ملحم) اللذين نحتتهما الفنانة التشكيلية غنوة رضوان.


وشارك في الاحتفال الى الوزير مكاري كل من النواب أكرم شهيب ونزيه متى وسيزار ابي خليل ومارك ضو، مطران جبيل والبترون للروم الأرثوذكس سلوان موسي ولفيف من الكهنة، رئيس بلدية عاليه وجدي مراد، مدير مركز الدراسات الفلسطينية رامي الريس، رئيس جمعية تجار عاليه سمير شهيب، حشد من اهل الفن والثقافة والاعلام وجمهور كبير حضر من كل لبنان.


النشيد الوطني اللبناني بصوت السوبرانو ماريا مطر التي غنت أيضا "جنغل" برنامج "يسعد مساكم" الذي قدمه الفنان اديب حداد وزوجته سلوى الحاج على شاشة تلفزيون لبنان لسنوات طويلة.

تعريف من الإعلامية ايلان رشماني، ثم قال رئيس البلدية وجدي مراد: "الهدف من هذا الاحتفال هو لم شمل أهل لبنان وليس عاليه فقط. نحن هنا بأرض أبو ملحم وام ملحم أبناء هذه المدينة. فباسمي واسم الأستاذ اكرم شهيب وأهالي وسكان مدينة عاليه نرحب بكل من اتى من الجوار ومن كل لبنان".

ونقل مراد "تمنيات "صاحب امتياز كهرباء عاليه" حبيب خوري، للأهالي دروزًا ومسيحيين، داعيًا لعودتهم من الاغتراب الى بيوتهم، كي يعيشوا جميعًا مع بعضهم بمودة وألفة".


حمدان
وألقى الشاعر الكبير طليع حمدان قصيدة من وحي المناسبة، وعُرِضَت بعدها مقتطفات صوتية من برنامج " الدنيا صور" الذي كان يقدمه أبو ملحم في الإذاعة اللبنانية وبرنامج "يسعد مساكم" الذي كان يقدمه في تلفزيون لبنان.

الإعلامي عبدالله
من جهته، لفت الإعلامي والصحافي كميل عبدلله إلى ان "مدينة عاليه ليست فقط لؤلؤة الجبل، بل هي لؤلؤة الثقافة والابداع". وقال: ان روحي أبو ملحم وام ملحم ترفرف من عليائها لتقول لنا اليوم "يسعد مساكم".

أضاف: "هذا الثنائي ترك بصمة في لبنان الثقافي والفني والابداع واستوطن ذاكرة اللبنانيين ووجدانهم. فأبو ملحم وام ملحم من صانعي الملعقة الذهبية في الفكر والعطاء الإنساني الذي شكل مدرسةً في الانضباط الأخلاقي والتعاليم السماوية السمحاء". 

الأطرش
واستذكر الفنان القدير جهاد الأطرش عمله مع اديب حداد "أبو ملحم" في برنامجه التلفزيوني بدور "ملحم". وقال: "كم نحن بحاجة لأديب حداد أبو ملحم وام ملحم في هذه الظروف القاسية والمراحل الصعبة، والى فنجان القهوة الذي كنت يا أبا ملحم اثناء ارتشافه تحلّ اكبر المشاكل. وكثيرون اليوم يتساءلون اين أبو ملحم. نحن بحاجة اليك والى حديثك ونصائحك وتوصياتك وتركيزك على الوطني والأهلي والجيرة والمحبة والتسامح ولم الشمل وتشابك الايدي والشفافية والآدمية".



شهيب
عضو اللقاء الديمقراطي اكرم شهيب قال في كلمته: على الشرفة الصغيرة المطلة على الطريق في أول الحي الغربي، كان يجلس معتمرًا طربوشه التركي الجميل، ومرتديًا زيه العربي الفضفاض، فيرسم من حوله هالة من الخير والمحبة يستشعرها كل عابر على تلك الطريق.

أضاف، ابو ملحم ابن عاليه، تعلّم وعلم في مدرسة الجامعة الوطنية في عاليه، وتفاعل مع اهل بلدته، احبهم واحببناه، انسانًا مربيًا، مصلحًا اجتماعيًا، فنانًا راقيَا شاعرًا زجالا. كتب القصائد الاجتماعية الناقدة بأسلوب تهكمي جميل، ونشرها في مجلة البيدر، ثم جُمِعَت في كتاب تحت عنوان (زجليات ابو ملحم).

تابع: لقط كان مناضلاً على طريقته، لا يتوسل في تحقيق اهدافه النضالية الا الطرائق الأخلاقية، ولا يعبر الا على المسالك الشريفة. وطنيا بامتياز، همه الوحدة وتغليب الخير على الشر، واعتماد الحوار بديلاً عن العنف. لذلك كانت حلقاته التلفزيونية بالأبيض والأسود لا مجال للرماديه فيها، فاما الحق واما الباطل وغالبًا ينتصر الحق فيها عبر المصالحة والتسوية، حتى صار "ابو ملحم" مدرسة في اجراء المصالحات وانهاء النزاعات، وفق ما تقتضيه المصلحة العامة وما تؤشر اليه بوصلة الاخلاق تساعده في ذلك.

تابع: ام ملحم المرأة الذكية المثقفة والخلوقة التي تكون دائماً البطلة الرئيسية في كل اطلالة، همها مساعدة ابو ملحم لاصدار احكامه، ولفت نظره لكل الالغام التي تُزرَع في طريقه لتلافيها، فيكون لها اليد الطولى بتحقيق اهدافه دون الوقوع في المطبات والعثرات.

وإذ رأى شهيب، أن "ابو ملحم صار مدرسة ونموذجا عند أكثر الناس الذين يهمهم بقاء هذا الوطن بتجربته المميزة القائمة على التنوع والحوار والعيش الواحد وقبول الآخر"، تمنى بناء مسرح في عاليه يحمل اسم المكرّمين.

وأكمل: "عاش ابو ملحم صاحب القلب والعقل النظيف الأيام الجميلة وايام القسوة، فبقي على ايمانه بالوطن الواحد لم يتغير ولم يتبدل. عاش مع الناس متحسسا مشاكلهم، سمع اوجاعهم، رسم طرق معالجتها في "صباح الخير" الاذاعية و"يسعد مساكم" التلفزيونية. تسمع هذه الحلقات اليوم وتشاهدها فتكتشف ان لا شيء قد تغيير. هموم الأمس هي هموم اليوم بل أصعب وأكثر تعقيداً. فيا ليت ابو ملحم بقي حياً ليساهم بروحه الوطنية العالية واسلوبه الجميل في تحفيز المسؤولين لاعتماد الحوار في حلّ ما نحن فيه. علنا بذلك نصل الى انتخاب رئيس للجمهورية يجمع ولا يفرق، إصلاحي، يعزّز الأمن ويحصّن القضاء، ويعيد الروح الى إدارات الدولة، ومعها يعود الاقتصاد الى دورته.

هذا واستذكر شهيب "في رحاب الكنسية الخوري الياس، خوري البلدة مسيحيين ودروز، والاب جورج مسوح، المثقف، المحب، الانسان المتواضع، لما لهما من فضل على عائلة عاليه التي اجتمعت اليوم مع اهل وأصدقاء لتكريم "أبو زياد وام زياد" ثنائي الشاشة الفضية، النجمين اللذين ما زالا يسطعان في سماء لبنان.




مكاري

وسأل وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري: "لماذا نتكلم كثيرا عن أبو ملحم؟ لأن هذا هو سبب وجودكم اليوم، وجود التنوع الذي نحبه، ولاشتياقكم للزمن الجميل".

أردف: هناك مدرسة اسمها مدرسة أبو ملحم وام ملحم، ونحن الآن موجودون في هذه المدرسة. بهذا الحضور العفوي الذي له قيمة كبيرة، لأن أبو ملحم يمثّل الخير ضد الشر، والوحدة ضد التقسيم، والوطنية ضد الطائفية والثقافة ضد الجهل. يمثل كل ما نريده فنحن البلد الوحيد الذي ماضينا فيه أفضل من حاضرنا مع الأسف، ونبقى متمسكين فيه، وهذا درس علينا ان نتعلمه."

وأضاف المكاري، عندما نقول اننا سنحافظ على أرشيف تلفزيون لبنان فليس لأنه فقط ثروة وطنية، أو لنتذكر الزمن الجميل، بل لنرى للأسف ماذا فعلنا ببلدنا، ليتعلم أولادنا امرين، ما كان لدينا ونحن ماذا فعلنا به. فلا نحمل الغير المسؤولية، بل نحن نتحمل المسؤولية عن ذلك. مسؤولون عن هدم هذا البلد وعن اعمار هذا البلد. 

وتابع، لو كان أبو ملحم بيننا بهذه اللحظة التي لا نستطع فيها انتخاب رئيس، كان قال لنا شيء واحد اجلسوا مع بعضكم وتحاوروا وستنتخبون رئيسًا.   

وأعلن المكاري أننا وضعنا على السكة بكل تواضع وفخر عملية نقل أرشيف تلفزيون لبنان من لبنان الى العالمية. فقد باشرنا جديًا بخطوات عملية لتسجيل أرشيف تلفزيون لبنان بذاكرة العالم في "الأونيسكو". 


حداد
كلمة العائلة ألقتها نضال حداد حفيدة أديب حداد وسلوى الحاج، التي أهدت التكريم للوطن المأزوم لبنان وضرورة عودته الى نبض الحياة الحرة الكريمة كما نتمناه وتمناه جدي دوما واحياء ذاكرة الوطن عبر عظمائه الخالدين. وتحدثت عن الثنائي الاستثنائي "أبو ملحم وام ملحم" الذي دخل الى بيوتنا قلبنا وبيوتنا بلغته الجبلية واسلوبه القروي الشفاف.

وأضافت: أبو ملحم كنت معتدلا ومنفتحا على الغير. لبنانيا مؤمنا بالعيش المشترك، متمسكا بالرجاء وديمومة وطن الأرز. آلمتك النزاعات السياسية ودفعت ثمنها مرارا. رجل رؤيوي مؤمن بدور المرأة النهضوي والحضاري في المجتمع والحياة. ومع ام ملحم كنتما شعاعين يكسران العتمة الحالكة التي كنا نعيشها في بلدنا المأزوم.

وختمت: لقد ترك اثرا كبيرا فينا وساهم مع ام ملحم في نهضة المسرح اللبناني. كان نصير المظلوم وحبيب الثقافة والشعر الشعبي، شاهرا سيف الحق، نادرا نفسه في مملكة العدل والعنفوان والضمير.

بعد ذلك توجه الوزير المكاري والحضور الى مكان التمثالين عند مدخل عاليه الغربي حيث ازيح الستار عنهما.

يقرأون الآن