تأسر المطربة المصرية القديرة حنان ماضي بصوتها القلوب والآذان، فتعيد المستمع إلى أصالة زمن الفن الجميل، فهي صاحبة بصمة مميزة في عالم الفن عبر ألبومات شكلت وجدان أجيال، مثل "عصفور المطر، شباك قديم، ليلة عشق"، بجانب غنائها أهم تترات المسلسلات مثل "المال والبنون، البحار مندي، قصة الأمس، الوسية" وغيرها.
فتحت حنان ماضي قلبها لـ موقع "القاهرة الإخبارية" إذ كشفت أسرارًا تسردها لأول مرة، منها قرار الاعتزال، وسبب تغير رأيها لتقدم حفلها الأخير في ساقية الصاوي، وسبب غيابها عن الساحة الفنية، كما أكدت أنها تعيش حالة من زهد الحياة وغيرها من التفاصيل في هذا الحوار:
هل ترين أن غيابك أثر على شعبيتك الجماهيرية؟
لا لم يحدث وهذا يظهر في الحفلات التي أقدمها، وإقبال الجمهور عليها، وتفاعلهم معها وحفظهم للأغاني، وحفلي الأخير في ساقية الصاوي ردد الجمهور الأغاني بحماس، وهي نعمة كبيرة من ربنا.
والحقيقة أنني أرى نفسي محظوظة بالأغنيات التي قدمتها، ولعبت الصدفة معي، وأشعر دائمًا أن الله يقف معي، وأي شخص يتخيل أنه يوقف حال أحد فهو جاهل.
ما سبب قرار ابتعادك عن الفن لفترة طويلة؟
لا أعلم، فلم يكن هناك قرار بالغناء أو أن أصبح مغنية أو أبتعد وأعتزل، فكل شيء يحدث صدفة في حياتي.
وبالمناسبة أنا منذ فترة قريبة -ربما من حوالي شهرين أو ثلاثة- قررت أن أعتزل الفن، لولا أن فرقتي أصروا ألا أعتزل، فهذه الفرقة اعتبرهم مثل أهلي ويقفون بجواري ويدعمونني وحفلة الصاوي التي قدمتها منذ أيام قليلة، كان بها فرد من أفراد الكورال بجانب د. أشجان، والذين سعوا أن تتم هذه الحفلة، بسبب إلحاحهم تركت لهم الأمور.
هل لازالت نية الاعتزال قائمة بعد تقديم حفلة الصاوي؟
أنا أتمنى أن أبتعد وأعتزل الفن ليس لشيء، سوى أنني أصبحت زاهدة وكل ما يحدث في الدنيا فانٍ، فأي فرح أو حزن أو أموال أو شهرة كلها فانية، ولكي يصدق الناس عليهم أن ينظروا ويفكروا أين أم كلثوم وعبد الحليم وشادية وصباح وفريد الأطرش وعبدالوهاب ومحمد قنديل وكارم محمود وكل الفنانين الذين أمتعونا بصوتهم الجميل، جميعهم تحت التراب ونترحم عليهم، ربنا أعطى لهم صوتًا جميلًا وجعلهم يسيرون في طريق الفن.
هل ندمت على دخول مجال الفن؟
لم ولن أندم؛ لأنني لم أقل أي كلام فارغ، وبمقياس الحلال والحرام فأنا لم أغن أي شيء يخدش الحياء، أو أقف عارية لكي أكمل الصورة، فلا يوجد خدش للحياء في أغنيات "البحر بيخطفني، ليلة عشق، أبو العروسة، وغيرها"، فأنا أمتع الناس بفني.
ما سبب اتخاذك خطوة ارتداء الحجاب؟
محنة تحولت إلى منحة، حيث ظللت لمدة 3 سنوات أحافظ على نفسي منعًا من الإصابة بفيروس كورونا، وكلما ذهبت لأخذ مصل الوقاية "الفاكسين"، تحدث أمور كثيرة تحول دون أخذه، حتى بعد أن ذهبت إلى مكان أخذ اللقاح، بعدها أصبت بفيروس كورونا وكانت شديدة جدًا وتعرضت لمرض شديد وكنت على وشك الموت، وشعرت بقرب الأجل.
فكانت كورونا سببًا في ارتداء الحجاب، عندما شعرت أن العمر يفنى، ولم أكن أستطيع أن آخذ أنفاسي بشكل سليم، وبعدها شاهدت فيديوهات وكان من بينها لقاء لأحد المشايخ عن أمر الله في الحجاب، واتخذت القرار بدون تردد، وكأن ربنا أصابني بكورونا لكي أرتدي الحجاب، ولكن في النهاية كل إنسان حر وكل شخص بقناعاته.