19 ب اسم الشارع الذي تقع فيه عمارة لبيب واسم الفيلم الذي يُعرض حالياً على منصة "شاهد"، بعد عرضه في دور السينما.
هذا الفيلم مختلف جداً عن الأفلام المعهودة التي يُتابعها المشاهد عادةً. فقصّته وأحداثه بسيطة جداً وتتراوح كلها داخل تلك العمارة المتداعية والمهجورة من سكانها ما عدا حارسها الشخصي.
فيلم إنساني يعالج تخبّطات النفس
هذا الحارس "سيد رجب" هو كل الفيلم، نعيش تخبّطاته وأحزانه وأعماقه. نجده دائماً متجهّم الوجه، ويغور داخل نفسه منعزلاً عن العالم الخارجي، وله عالمه الخاص وروتينه الذي يعوّضه عن كل شيء.
الفيلم يغوص في تفاصيل دقيقة ويعطيها كل المساحة مع تصوير "مغبّش" داخل عمارة متهالكة، تظن لوهلة أنه "فيلم رعب". لكن في الحقيقة هو فيلم إنساني يعالج دواخل النفس وتخبّطاتها.
وسيد رجب هو البطل الذي نرافقه في يومياته المملّة والروتينية، حتى يخترق خصوصيته، سائق سيارات بالشارع خرج للتوّ من السجن محاولاً احتلال مساحته الشخصية والمبنى لفرض نفوذه على المنطقة، فيجد الحارس نفسه للمرة الأولى مضطراً للمواجهة المباشرة دفاعاً عن حيواناته وحق أصحاب البناية حتى وإن كانوا غائبين.
المعارك النفسية
يعالج الفيلم أكبر معركة يعيشها الإنسان وهي في خلق مساحة خاصة به لا يخترقها الآخرون حتى ولو كانت داخل جدران مهترئة وبطانيات بالية ومتسّخة، وبرفقة كلب قد يبدو له أهم من أي إنسان أخر. وأي اختراق يمكن أن يشكّل معركة داخلية وخارجية مع البيئة المحيطة ومع الذات. وسيد رجب استطاع أن يكون هذه الشخصية الفاقعة بوحدتها المستغنية عن كل ما حولها. يعيش السلام طالما هو في عالمه وعلى استعداد لأن يكون محارباً شرساً في حال تعدّى أحدهم على خصوصيته.
الحيوانات من فريق العمل
الفيلم يلقي الضوء على محبي الحيوانات وعلى كارهيها ومن يقتلهم ويسمم لهم. هذه المعالجة ستطغى بقوة على الأجواء وستبدو الكلاب والقطط من الأبطال الرئيسيين في الفيلم ،وحولهم تدور القصة كعالم خاص بالبطل يعيش معهم ويوليهم كل اهتمام.
الفيلم الحاصد للجوائز
عُرض الفيلم للمرة الأولى في الدورة الرابعة والأربعون من "مهرجان القاهرة السينمائي الدولي"، ومثّل مصر في المسابقة الرسمية للمهرجان، وحصل الفيلم على أكثر من جائزة، حيث حصد المنتج محمد حفظي جائزة أفضل فيلم عربي وقيمتها 10 آلاف دولار، وأيضاً حاز الفيلم على جائزة لجنة الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين، وحصد مدير التصوير مصطفى الكاشف على جائزة هنري بركات لأحسن إسهام فني.
طاقم العمل
الفيلم من إخراج وتأليف أحمد عبدالله. ويضم طاقم عمله إلى جانب سيد رجب، أحمد خالد صالح ، ناهد السباعي، فدوى عابد مجدي عطوان، وماهر خميس.