في21 تموز\يوليو، احتفل محبو الممثل الكوميدي روبن ويليامز بذكرى ميلاده، بالدموع والذكريات الأليمة، لم تفلح الابتسامة التي رسمها على وجوه محبيه في محو هذه الذكريات، فآخر ما يبقى هو النظرة الأخيرة، يوم قرّر الممثل الذي أمتع المشاهدين حول العالم، أن يضع حداً لعذاباته وينتحر، بعد معاناة مع الاكتئاب دامت سنوات، كان يكافح فيها كي يخفي وجعه. واليوم 11 آب\أغسطس، تمرّ الذكرى العاشرة لرحيله، لم تخفت بعد صدمة الرحيل.
هو واحد من أفضل نجوم الكوميديا في تاريخ السينما العالمية.
اشتهر بأدواره في أفلام مثل Good Will Hunting وMrs. Doubtfire وحاز على العديد من الجوائز منها الأوسكار.
عمل والده كمدير تنفيذي في شركة "فورد" للسيارات بينما كانت والدته عارضة أزياء سابقة.
قيل عنهُ إنّه إنطوائيًا، سخر منه معظم طلاب صفه ومدرسته، وتعرّض للتنمر، رغم أنّه كان مجتهدًا وذكيًا أيام طفولته. كل هذه التراكمات كان لها تداعيات خطيرة، أنهت حياة النجم يوم كان في عز عطائه.
حياة روبن ويليامز الشخصية
الممثل الكوميدي روبن ويليامز
واجه ويليامز العديد من التحديات الشخصية. واجه مشكلة إدمان المخدرات والكحول بينما كان يعمل على المسرحية الهزلية Mork and Mindy . عانى من الإدمان لأكثر من عقدين، أبدع خلالهما في عالم الفن، لكنّ شيئاً بداخله انكسر، وتشظّت روحه، بعدها لم يعد قادراً حتى على العطاء.
كان لديه العديد من العلاقات الرومنسية الصاخبة حتى عندما كان متزوجًا من الممثلة فاليري فيلاردي، انتهى زواجهما بالفشل عام 1988.
وفي العام التالي تزوج من مربية إبنه مارشا غارسيس، وتطلقا عام 2008 ، كان ما يفرقهما أكثر مما يجمعهما، فاتّخذا القرار الأصعب بالانفصال.
أنجب ويليامز ثلاثة أبناء زاكري من فيلاردي، زيلدا وكودي من غارسيس.
وتزوج للمرة الثالثة عام 2011 من مصممة الغرافيك سوزان شنايدر.
ومن أقواله الشهيرة: "إعتقدت دائمًا أنّ فكرة التعليم هي أن تتعلم التفكير في نفسك، من فضلك لا تقلق كثيرًا في النهاية لا أحد منّا سيمكث طويلًا على هذه الأرض، لو أنّ النساء هنّ من يدرن هذا العالم لن يكون لدينا حروب فقط مفاوضات مكثّفة كل 28 يومًا".
شهرته الواسعة
فاز روبن ويليامز بـ"الأوسكار" عام 1998، كما فاز بجائزة إيمي عام 1987، وفاز بـ"الغولدن غلوب" 4 مرات.
ويعدّ ويليامز أسطورة الكوميديا الأميركية، إذ بدأ ويليامز حياته كمؤدي وصلات كوميدية فردية في بعض نوادي سان فرانسيسكو، وبعدها التحق بستوديوهات "إن بى سي" فى أول دور رئيسى له فى مسلسل "Happy Days" فى شخصية "Mork" القادم من الفضاء الخارجي، وفى هذا المسلسل أعطيت لـ"روبين ويليامز" الحرية لارتجال معظم حواره فأدى الدور بطريقة بارعة جسديا ولفظيا.
ومن بعدها، تابع أدورًا عديدةً وخاض تحارب واسعة، أوصلته إلى الشهرة.
ومن أكثر الأدوار الكوميدية التي أداها شهرة Mrs. Doubtfire عام 1993، حيث لعب دور أب مطلّق يتنكّر كمربية ليكون قريبًا من أطفاله وأتقن تأدية دور الرجل والسيدة العجوز في الوقت عينه بشكلٍ مثيرٍ للإعجاب.
إشتهر ويليامز بالفكاهة كما أنه استكشف الشخصيات السوداوية في العديد من الأفلام حيث لعب دور معدل صور في فيلم One Hour Photo عام 2002 ودور كاتب روائي في Insomnia 2002 ومضيف برنامج على الإذاعة يحاصره معجب مهووس في The Night Listener عام 2006.
سبب وفاته
عام 2014، صدم ويليامز العالم برحيله، أراد وضع حدٍ لمعاناة لم يتمكّن من تحمّلها، أصابته باكتئاب حاد ففضّل الرّحيل.
في 11 آب\ أغسطس 2014 نقلت الصحف والمجلات، أخبارًا تفيد بإنتحار الممثل، لكن أرملته سوزان تقول إنها علمت، بعد تشريح جثته، أنه كان مصابًا بمرض يعاني منه أكثر من مليون شخص في الولايات المتحدة الأميركية، بحسب مستشفى "جونز هوبكنز".وهو مرض الخرف المصحوب بأجسام ليوي، أو LBD (الباركنسون) الذي تسعى سوزان شنايدر ويليامز لنشر الوعي حوله بين الناس.
وكانت سوزان قد كشفت عن الشهور الأخيرة قبل وفاته في فيلم وثائقي بعنوان "رغبة روبن" (Robin’s Wish)، وكيف تسبب المرض العقلي في موته منتحرا داخل بيته بعمر 63 عاما.
تقول سوزان: "بالنسبة لشخص موهوب مثل روبن، وضع قلبه وروحه في حياته المهنية، كان من المدمّر له أن يبدأ في فقدان قدراته، وأن يشاهد إنسانيته تنزلق من بين أصابعه".
وتتابع أنّ تطورات المرض وصلت إلى حياته الشخصية أيضًا، فكان يتجنب مقابلة أصدقائه أو الذهاب للعروض الكوميدية، ويفضل البقاء في المنزل بدلاً من ذلك، وتعرض لنوبات هلع متكررة واضطراب في نومه.
وتعمل سوزان الآن كنائبة رئيس مؤسسة الدماغ الأميركية، ومدافعة عن الصحة العقلية، بالرغم من قسوة ما مرت به. وتمكنت من استخدام هذا الألم في مساعدة من يعانون من أمراض الدماغ.
رحل ويليامز قبل 9 أعوام، سنوات طويلة ذكراه لا تزال حاضرة، تؤكّد أن الكبار لا يرحلون.