في الوقت الذي تستعد فيه دور العرض لاستقبال فيلم A Complete Unknown ليلة عيد الميلاد، غدًا الأربعاء، الذي يتناول السيرة الذاتية للمؤلف والمغني الأمريكي بوب ديلان، لكن هذا العمل الذي يحمل توقيع المخرج الأميركي جيمس مانجولد، واجه تحديات عديدة تمثلت في اختلاف بعض هذه الأماكن التي مر منها "ديلان" مثل وسط مانهاتن الذي لم يعد يشبه ما كان عليه في ذلك الوقت، وهو ما تطلب إعادة إنشاء أماكن أسطورة الروك في قرية جرينتش منذ أكثر من 60 عامًا.
يقول مصمم الإنتاج فرانسوا أودوي لصحيفة The Post إنه يفتقر إلى بريق نيويورك في الستينيات، إضافة إلى أنه "بات مستحيلًا تصوير فيلم مثل هذا في شارع، حيث ستطلب كل شركة بين 100 ألف إلى مليون دولار للسماح بمستوى التحكم الذي نحتاجه".
الأسباب السابقة دفعت مخرج الفيلم لتصوير أغلب مشاهده في مواقع بجيرسي سيتي، وهوبوكين، ونيوجيرسي، حيث يمكن له ولـ"أودوي" تغيير أي شيء يحلو لهما، وحول ذلك يقول أودوي: "المباني الحقيقية ذات الشخصية المميزة التي تمر عبر نهر هدسون كانت مفضلة لنا عن الاستعانة بالاستوديو الاصطناعي في لوس أنجلوس، وهذا هو الفيلم الذي كنا نحاول صنعه - شيء حقيقي وواقعي قدر الإمكان".
الشقة الأولى التي سكن فيها أسطورة البوب ديلان في نيويورك كانت من بين التحديات التي واجهها فريق العمل أيضًا، ففي ظل اهتمامهم بالتفاصيل قرروا التصوير في هذه الشقة التي عاش فيها مع صديقته سوز روتولو، ورغم أنهم وجدوها لا تزال قائمة، لكنهم فوجئوا بأنها غير صالحة للاستخدام أو التصوير، إذ يقول أودوي: "لقد تم تدمير الجزء الداخلي بالكامل للأسف، لذا وقع الاختيار على شقة في منطقة هوبوكين كانت قريبة جدًا من أصل مسكن ديلان الشهير، لقد ملأناها بكل هذه التفاصيل من الصور، مثل كرسيه بالضبط، ونفس الأثاث المصنوع يدويًا، ونفس مشغل الأسطوانات، ونفس الآلة الكاتبة، كما أعدنا بناء مكاتبه، وقمنا ببناء مطبخ يعمل بكامل طاقته إذ كان الموقد يعمل، ويمكنك صنع القهوة، وغسل الأطباق، وفتح الثلاجة، والذهاب إلى الحمام، فكانت المساحة واقعية للغاية، لدرجة أن بطل الفيلم تيموثي شالاميت يتجول داخلها خارج أوقات التصوير، لدرجة أننا كنا نشعر أنه تحول بالفعل إلى ديلان، إذ كان يشعر أن لديه آلة زمنية تحت تصرفه، وبإمكانه العودة إلى حقبة الستينيات والذهاب إلى الشقة".