يوافق اليوم الاثنين، 24 شباط/فبراير ذكرى ميلاد الممثل الكبير محمود الجندي، الذي قدم مسيرة فنية ثرية امتدت لعقود، تنوعت بين المسرح، السينما والتليفزيون، ورغم رحيله، فإن فنه وصوته الدافئ ما زالا يعيشان في وجدان محبيه.
وُلد محمود في مركز أبو المطامير بمحافظة البحيرة، ونشأ وسط بيئة ريفية بسيطة شكّلت شخصيته، فحمل معه طوال حياته تواضع الريف وقيمه، رغم أنه بدأ حياته كطالب في مدرسة صناعية، فإن شغفه بالفن دفعه للالتحاق بمعهد السينما، حيث صقل موهبته وبدأ رحلته الحقيقية.
كان محمود الجندي معروفًا بصراحته وصدقه في الحديث عن تجربته الشخصية والفنية، ومن أبرز ما قاله في لقاءاته، عن الفن: "الفن عمره ما كان شهرة وبس، لو ما كنتش حقيقي وبتحترم اللي بتقدمه، الناس هتنساك بسرعة".
وعن رأيه في الأدوار المساندة أضاف: "البطولة مش إن اسمك يبقى الأول على التتر، البطولة إنك تسيب بصمة حتى لو كنت في مشهد واحد".
وتحدث أيضًا عن التواضع والإيمان باليقين قائلًا: "كنت بفكر في لحظة إن ممكن الشهرة تاخدني، لكن رجوعي لقريتي كل فترة خلاني فاكر دايمًا أنا مين وجيت منين، أنا مريت بفترة شك، زي أي حد بيدور على الحقيقة، لكن في الآخر لقيت إن الإيمان مش بس كلام.. الإيمان حياة كاملة".
رغم أن الجندي لم يكن دائمًا في الصف الأول من النجوم، فإنه صنع شخصيات خالدة في الذاكرة المصرية، مثل دوره في مسلسل الشهد والدموع، ودوره المميز في بدون ذكر أسماء، حيث قدم شخصية تحمل مزيجًا من الحيرة والبحث عن الحقيقة.
لم يكن الممثل المصري مجرد ممثل، بل كان إنسانًا يحمل فكرًا ورؤية للحياة، جعلته محبوبًا بين زملائه والجمهور، واليوم، ونحن نحتفل بعيد ميلاده، نحتفل في الحقيقة برحلة فنية استثنائية تركت أثرًا لا يُمحى في القلوب.