يروي مسلسل "العشرين" الدرامي الذي عُرض في رمضان الحالي، سيرة للمشاعر التي يعيشها ذوو ضحايا الحروب والاضطرابات التي عاشها العراق في السنوات الماضية، متجاهلاً لحدٍّ كبير، سيرة الضحية ومسرح الحرب.
ويقدم المسلسل جرعة عالية من المشاعر الحزينة والمؤثرة لمشاهديه، لكنها تجتذب الكثير من المشاهدين في بلد عانى من الحروب والاضطرابات الأمنية لسنوات، وقلما توجد فيه عائلة لم تختبر فقد الأحبة.
وينعكس ذلك التفضيل والإقبال على "العشرين"، في نسب المشاهدة العالية لحلقاته، وسيل التعليقات التي يروي كثير من أصحابها، ما عاشوه ويعيشونه حتى اليوم بعد فقد أحبائهم في حروب واضطرابات السنوات الماضية.
أم تزغرد خلف سيارة تحمل نعش نجلها الشاب لتزفه كما لو كان عريساً، وأخرى تقدم الشاي الساخن يومياً لقبر ابنها الذي دفنته في داخل منزلها ليظل قريباً منها، تلك بعض مشاهد "العشرين".
وشابة عراقية تطلب من صُناع المسلسل التوقف عن عرضه لأنها لم تعد تحتمل جرعات الحزن التي تذكرها بأختها، وزوجة لا تزال أسيرة للحزن على فراق زوجها، وهي جزء من تعليقات مشاهدي المسلسل في مواقع التواصل الاجتماعي.
ويتناول المسلسل قصصا حقيقية منفصلة لضحايا الحرب مع تنظيم "داعش"، بين عامي 2014 و2017، حيث تعيش 20 أسرة مأساة الفقد منذ ذلك الحين، وجاء المسلسل ليرويها.
ويتميز المسلسل بتركيزه على مشاعر ذوي الضحايا، وكيف يمر الوقت في حياتهم، وتقلبات الحالة النفسية التي لا تخرج من إطار الحزن بدرجاته المتعددة التي تصل للبكاء والصراخ وحتى الفرح كما في حالة الأم التي تزغرد في جنازة نجلها.
ودفعت تلك المعالجة الدرامية لقصص قادمة من المعركة المسلسل ليكون بين الأعمال الإنسانية المؤثرة أكثر من كونه مسلسل حرب ودمار وخراب، حيث يتقدم الصراع النفسي داخل النفس البشرية على ميدان المعركة الحقيقة.
ويتوج تلك الجرعة من المشاعر الحزينة، شارة المسلسل التي تقدمها الفنانة "رحمة رياض" بكلمات من وحي مشاعر الضحايا، وبإحساسٍ عالٍ ساعدها على أدائه صوتها المميز وتجربتها للفقد بشكل شخصي بجانب كونها عراقية عاشت عن قرب مآسي مواطنيها.
ومسلسل "العشرين" من بطولة آلاء حسين، خليل فاضل، إنعام الربيعي، هناء محمد، ومن تأليف ورشة كتابة بقيادة الكاتب مصطفى الركابي، وإخراج علي حديد، فيما كتب ولحن أغنية الشارة سيف الفارس.