في حديث صريح نادر، فتحت السيدة الأميركية الأولى السابقة ميشيل أوباما Michelle Obama قلبها عن المرحلة الانتقالية التي تمر بها حاليًا، مشيرةً إلى أنها تخضع للعلاج النفسي في محاولة لإعادة ترتيب حياتها بعد سنوات من المسؤوليات العامة والعائلية، مؤكدةً أنّها تعيش لحظة مختلفة تمامًا لا تشبه أي وقت مضى.
ميشيل أوباما، البالغة من العمر 61 عامًا، ظهرت مؤخرًا في بودكاست "On Purpose" مع المقدم جاي شيتي Jay Shetty، وتحدثت بوضوح عن دخولها مرحلة "التحول" بعد أن أنهت سنواتها في البيت الأبيض The White House، وواجهت بعدها حياة ما تُعرف بـ"العش الفارغ"، في إشارة إلى مغادرة ابنتيها ماليا وساشا لمنزل العائلة، وهو ما أتاح لها لأول مرة اتخاذ قرارات تخصها هي فقط.
وتقول: "انتهيت من مهمة صعبة، وأسرتي ما زالت متماسكة. بناتي انطلقن، والآن كل قرار أتخذه هو قراري بالكامل. لا أعذار بعد اليوم، لا أولاد يحتاجونني، ولا زوج، ولا وطن ينتظرني. إذًا، كيف أفكر في هذه المرحلة القادمة؟ ولهذا أطلب المساعدة".
أوباما، المعروفة بدفاعها الدائم عن أهمية الصحة النفسية، شبّهت العلاج النفسي بـ"ضبط الأداء"، معتبرةً إياه وسيلة للعودة إلى الذات وتصحيح المسار. وتوضح أنها تستخدم هذه المرحلة لتفكيك العادات القديمة، ومواجهة مشاعر الذنب التي تراكمت بمرور السنوات، بالإضافة إلى إعادة النظر في تأثير علاقتها بوالدتها على قراراتها الشخصية.
وتضيف: "هذا وقت مناسب جدًا بالنسبة لي لأحصل على دعم مهني. لديّ الآن شخص جديد يسمعني من منظور مختلف، بعيدًا عن المألوف. يراني كما أنا، ويساعدني في تفكيك طبقات المشاعر التي لم أتناولها سابقًا".
خلال المقابلة، تطرقت أوباما إلى التفسيرات الخاطئة التي طالت حياتها الشخصية مؤخرًا، وتحديدًا علاقتها بزوجها الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، Barack Obama. وأشارت إلى أنّ بعض الناس فسروا استقلالها وقراراتها الجديدة على أنها مؤشر على انفصال وشيك، وهو ما وصفته بأنه "انعكاس لمشكلة أعمق في نظرة المجتمع للنساء".
تقول: "هذا ما نواجهه نحن النساء: لا يُسمح لنا باتخاذ قرارات تخصنا دون أن يُفترض أن هناك أزمة ما. مجرد أنني بدأت أتخذ قرارات لنفسي، قال البعض إننا على وشك الطلاق! لا يمكن أن تكون امرأة ناضجة تعيد ترتيب حياتها؟ هذا هو الواقع الذي يفرضه علينا المجتمع".
وتتابع ميشيل حديثها بواقعية: "أستطيع اليوم فعل ما أريد. لأول مرة في حياتي، كل خياراتي تخصني وحدي. لو كنت صادقة مع نفسي، ربما كان بإمكاني اتخاذ هذه الخطوات منذ سنوات، لكنني لم أمنح نفسي تلك الحرية حينها".
حديث ميشيل أوباما يكشف جانبًا نادرًا من حياة الشخصيات العامة بعد انقضاء مهامهم الرسمية، ويوفر نموذجًا نسويًا عن كيفية مواجهة التحولات الكبرى بصدق، وبدون تجميل. هي لا تبحث عن إعجاب أحد، بل عن صوتها الداخلي، وتلك خطوة لا يقدم عليها إلا من وصل إلى درجة متقدمة من النضج.
الجدير بالذكر أن، في الأشهر الأخيرة، تصاعدت شائعات حول احتمال انفصال ميشيل وباراك أوباما، مدفوعة بغياب ميشيل عن بعض المناسبات العامة، مثل جنازة الرئيس الأسبق جيمي كارتر وتنصيب دونالد ترامب، حيث حضر باراك بمفرده. هذا الغياب أثار تكهنات حول وجود توتر في العلاقة الزوجية بينهما.
من جانبه، عبّر باراك أوباما عن حبه وتقديره لميشيل في مناسبات عدة، منها عيد ميلادها، حيث وصفها بـ"حب حياته" وأشاد بصفاتها الحميدة. هذه التصريحات العلنية تؤكد على قوة العلاقة بينهما وتفند الشائعات المتداولة.