TRENDING
اعترافات نعيمة عاكف: تعرّضت لمحاولة قتل وهكذا نجوت

وُلدت الفنانة نعيمة عاكف في حارة فقيرة، وكانت خيبة أمل لوالديها اللذين انتظرا "الولد" فأتى بهم القدر بـ"بنت رابعة"، وكادت الفرحة تتحوّل إلى ندم.

"اعترف أنني بدأت من الصفر… من لا شيء. وكان من الممكن أن تصبح حياتي لا شيء، لولا أمي."
بهذه الكلمات المؤلمة، تبدأ نعيمة عاكف سرد رحلتها الاستثنائية
الطفلة التي أضحكت الناس وبكت وحدها.
منذ طفولتها، عاشت بين صراخ والديها، وبؤس الحياة، وسيرك لا يعرف الرحمة. كانت تُقدَّم للجمهور بثياب حمراء وطرطور أطول من قامتها لتضحكهم، بينما هي تبكي خلف الستار، لا تدري لماذا الضحك منها، لا معها.
"كانوا يتركونني للمتفرجين أضحكهم بسذاجتي… ثم أبكي وراء الكواليس."
انفصل والداها، وضاعت طفولتها بين الأزمات، لكن الأم – تلك السيدة الحديدية – وقفت كجدار أمام العواصف، تبيع حليها لتطعم بناتها، وترفض كل عروض الزواج من أجلهن.

محاولة يائسة للتخلّص مني

"دخلت صديقتي معي المسرح وهي تدبر لي ما لم يخطر ببالي… أفلتت السلم لتسقطني."
بعد انهيار السيرك في طنطا، رحلت نعيمة وأمها وشقيقاتها إلى القاهرة. بدأت تعمل مع علي الكسار، ثم لاحقًا في فرقة بديعة مصابني. وهناك بدأت الحياة تتشكل من جديد.
لكن الطعنة جاءت من صديقة. في مشهد مسرحي مشترك، حاولت الفتاة الإطاحة بنعيمة عندما تخلّت عن توازن السلم الذي تتسلقه، لولا براعة نعيمة التي أنقذتها من عاهة دائمة.
رغم أن بديعة مصابني لم تؤمن كثيرًا بموهبتها في البداية، إلا أن الجمهور احتضن نعيمة بروحه، لأنها "مصرية خالصة"، لا بهلوانة أجنبية مستوردة.
"كنا نؤدي عرضنا خلال استراحة الجمهور، لكننا كنا الأجمل، لأننا مصريات."

بين الجوع والشرف: قرار مصيري

في إحدى الليالي، طلبت بديعة مصابني من الفتيات تقليص الحشمة في ملابس العرض. رفضت الأم، ورفضت نعيمة. غادرت المسرح بكل كرامتها… إلى المجهول، إلى الجوع، إلى الحلم الذي لم يمت.
"عدنا إلى الجوع، نقاسيه ونعانيه… لكن فجأة، لاح لنا بريق أمل جديد."


نعيمة عاكف: اسم لا يموت

هذه ليست سيرة فنانة فقط، بل قصة صراع امرأة مصرية ضد الفقر، ضد الخيانة، ضد الاستغلال. حكاية نجمة خرجت من قلب المأساة، لتحفر اسمها في تاريخ الفن بأحرف من كرامة ودموع.
نعيمة عاكف لم تكن فقط راقصة أو ممثلة أو بهلوانة… كانت روحًا ثائرة، وفتاة تحوّلت من أداة تسلية إلى أسطورة فنية خالدة.


يقرأون الآن