TRENDING
كلاسيكيات

تفاصيل محاولة اغتيال محمد عبد الوهاب أمام منزله: القصة الكاملة

تفاصيل محاولة اغتيال محمد عبد الوهاب أمام منزله: القصة الكاملة

في ظهيرة يوم مشمس، وبينما كان الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب في نادي الموسيقيين، تلقى اتصالًا هاتفيًا من زوجته تطلب منه العودة إلى المنزل سريعًا لتناول الغداء، إذ كان قد خرج في الصباح من دون أن يتناول الإفطار. اعتذر عبد الوهاب لمن حوله وغادر عائدًا إلى منزله، دون أن يعلم أن لحظات عصيبة تنتظره على عتبة العمارة.


وعند وصوله، فوجئ برجل يقف عند مدخل المبنى ويناديه باسمه. ظنه عبد الوهاب معجبًا عاديًا، فابتسم له ودخل. لكن المفاجأة كانت حين لحق به الرجل إلى الداخل، وأوقفه قائلًا:

"مش عارفني؟ أنا أحمد فرج.. وعايز المليون جنيه اللي عليك."


ارتبك عبد الوهاب وسأله:

"مليون جنيه بتوع إيه؟"

ليأتيه الرد الصادم:

"حق الألحان اللي انت سرقتها مني."


حاول عبد الوهاب إنهاء المحادثة العبثية قائلًا:

"هو أنا أعرفك علشان أسرق منك؟"

ثم اتجه نحو المصعد، لكن المعتدي باغته وجذبه من ياقة سترته قائلاً:

"إزاي تنسى الماضي؟"

ثم أخرج قطعة فخار مخبأة داخل جريدة وانهال بها على رأس عبد الوهاب، الذي بدأ يقاوم فور أن لمح مقصًا في جيب الرجل كان ينوي استخدامه.


في تلك اللحظة، كان الأسطى محمد كامل، سائق مدير شركة "فورد" وأحد سكان العمارة، ينزل من الطابق الثالث، وروى في شهادته:

"عند وصولي إلى الطابق الأرضي، رأيت الأستاذ عبد الوهاب ممسكًا بمقبض باب المصعد الخارجي، والرجل ينهال عليه بالضرب وهو يردد: بقى متعرفنيش؟ طب خد! خد! فهرعت وضربت المعتدي، فسقط على الأرض، وفر عبد الوهاب إلى السلم والدم ينزف من رأسه."


أما عمر محمد، خادم عبد الوهاب، فكان أول من استقبله عند باب الشقة، وقال:

"سمعت الباب يُطرق بعنف، ففتحت ووجدت الأستاذ غارقًا في دمائه. جلس على أول كرسي في الصالون وهو يصرخ: امسكوا المجنون السفاح، ضربني، عورني.. فهرعت وطلبت النجدة."


توافد بعدها الضيوف الذين كانوا مدعوين لتناول الغداء، ومن بينهم الكاتب كامل الشناوي وموسى صبري. سارع الشناوي بالاتصال بالدكتور الكاتب الذي حضر على الفور، بينما أجرت السيدة نهلة القدسي، زوجة عبد الوهاب، اتصالًا بـ أم كلثوم لتُبلغها بالحادث، فما كان منها إلا أن طلبت من الدكتور رمزي، طبيب العيون، التوجه فورًا إلى منزل عبد الوهاب.


تحولت الشقة خلال دقائق إلى خلية نحل. وصلت الشرطة إلى المكان، وأُلقي القبض على الجاني، بينما نُقل عبد الوهاب إلى المستشفى لتلقي العلاج والاطمئنان على حالته.


تحقيقات الشرطة:

في التحقيق، جاءت أقوال عبد الوهاب صادمة في بساطتها:

– هل تعرف المعتدي؟

لا.

– هل سبق وطلب منك شيئًا؟

لا أبدًا.

– هل بينكما أي علاقة؟

لا على الإطلاق.

– ما الإصابات التي لحقت بك؟

جرح قطعي فوق الحاجب الأيمن.

– بمَ اعتدى عليك؟

قطعة فخار ومقص صغير كانا في جيبه.

– هل كان معك أحد؟

لا.


من جهة أخرى، كشفت أقوال الخادم أن الجاني كان يتردد على العمارة سابقًا، وكان يُعتقد أنه يطلب المساعدة، مما حال دون كشف نواياه الحقيقية.


أقوال المعتدي:

أحمد فرج، الجاني، قال في التحقيقات إن جميع الألحان التي قدّمها عبد الوهاب لأم كلثوم هي ألحانه الأصلية، وإنه سبق أن طلب منه مبلغ مليون جنيه مقابل حقوق هذه الألحان، لكن عبد الوهاب تهرب منه مرتين، ما دفعه للتوجه إلى منزله في محاولة لمواجهته.


بناءً على أقواله وتصرفاته، تقرر تحويل أحمد فرج إلى مستشفى الأمراض العقلية للفحص، وبعد انتهاء فترة الملاحظة، أكد التقرير الطبي أنه مختل عقليًا، ليبقى تحت الرعاية الطبية في المستشفى.




يقرأون الآن