في مثل هذا اليوم، 14 تموز/يوليو 1944، رحلت أسمهان، الصوت الذي هزّ الشرق بجماله وغموضه، في حادث غرق لا يزال يثير التساؤلات حتى اليوم. وبعد 29 عامًا على رحيلها، وتحديدًا في أوائل السبعينيات، فتحت مجلة "الموعد" هذا الملف من جديد في تحقيق صحفي نادر من أرشيفها، طرحت فيه السؤال الجريء: من قتل أسمهان؟
نجاتها من الموت أكثر من مرة
المجلة رصدت سلسلة حوادث كادت تودي بحياة أسمهان قبل وفاتها، مما جعل فكرة "القضاء والقدر" موضع شك.
ففي مرة، كانت مع شقيقها فؤاد على طريق الإسكندرية، طلبت منه أن يسرع، وكادا يصطدمان بحاجز أمني لولا أن الجندي سحبه في اللحظة الأخيرة.
وفي مرة أخرى، أثناء وجودها في السيارة مع شقيقها فريد، اندفع حصان من عربة كارو باتجاههم، وكسر زجاج السيارة وسقفها، لكنهما نجيا بأعجوبة.
محاولات اغتيال؟
الأمر لم يتوقف عند الحوادث العارضة. المجلة سردت محاولة اغتيال مباشرة عندما تلقت أسمهان اتصالًا هاتفيًا في فيلتها ببيروت، وفور رفعها السماعة، اخترقت رصاصة نافذتها وكادت تقتلها. واعتبرت "الموعد" هذه الحادثة بمثابة رسالة تحذير من أجهزة استخباراتية أرادت التخلص منها بعد أن أدت مهمتها.
محاولة قتل من زوجها
ذكرت المجلة أن أحمد سالم، زوج أسمهان، أطلق عليها الرصاص في لحظة غضب، لكنها نجت، بينما أصيب هو بطلق ناري أنهى حياته لاحقًا.
الحادث المشؤوم
تفاصيل الحادث الذي أنهى حياة أسمهان وصديقتها ماري قلادة تطابق، بحسب المجلة، سيناريوهات "الحوادث المدبرة"، مثل تخريب الفرامل أو تفكيك عجلات السيارة. السيارة انقلبت فجأة في ترعة على طريق رأس البر، بعدما ارتجت عجلة القيادة في يد السائق الذي قفز منها، بينما بقيت أسمهان وصديقتها في السيارة، ووجدهما الناس متعانقتين.
من القاتل؟ مجلة "الموعد" وضعت قائمة المشتبه بهم:
فؤاد الأطرش: رغم طيبته، رأت المجلة أنه ضاق بتصرفات شقيقته، وقد يكون من أصحاب المصلحة.
المخابرات البريطانية أو الفرنسية: أشارت إلى أن أسمهان حاولت اللعب على حبلين في الحرب، ما أغضب الطرفين.
أحمد سالم: الزوج الغاضب الذي سبق وحاول قتلها.
الملكة نازلي: طرحت المجلة فرضية الغيرة.
أحمد حسنين باشا: مات لاحقًا بنفس الطريقة، في حادث سيارة غامض.
الملك فاروق: قيل إنه كان يكنّ لأسمهان مشاعر رفضتها، وإن مضايقته لها وصلت حد ترحيلها، وربما أكثر.
رغم كل ما طُرح، تركت المجلة الحكم للقارئ، مشيرة إلى أن الحادث "تفوح منه رائحة الجريمة"، لكنها لم تجزم بشيء، واختتمت بالقول إن البعض وجدوا في موت أسمهان راحة من صداع كانت تسببه لهم، وأن القاتل الحقيقي قد يكون بين أصحاب المصلحة هؤلاء.
رحلت أسمهان، وبقي السؤال حاضرًا: هل كان موتها قضاءً وقدرًا... أم جريمة أُحكم تنفيذها؟