في 18 أيار/مايو 2025، كان من المفترض أن يُطفئ المخرج اللبناني الراحل يحيى سعادة شمعته الخمسين. لكن هذا اليوم تحول إلى ذكرى حزينة لجمهور الفن العربي، بعدما خطفته صعقة كهربائية مميتة عام 2010، وهو في عز عطائه، وفي موقع التصوير.
كيف توفي يحيى سعادة؟
في صباح 17 كانون الأول/ديسمبر 2010، كان يحيى سعادة يصور فيديو كليب جديد للفنانة مايا دياب في مدينة إسطنبول التركية. المكان: محطة قطار مهجورة، المشهد: جريء كعادته، وفجأة... تحولت الكاميرا إلى شاهد على مأساة حقيقية.
أثناء معاينته لموقع التصوير، لاحظ سعادة وجود أسلاك كهربائية مكشوفة. طلب من الجميع التوقف عن العمل لحين التأكد من السلامة. وبينما كان يتحرك ليفحص بنفسه، تعثر ولامس أحد الأسلاك… لتتسلل صعقة كهربائية قاتلة إلى جسده، وتُسدل الستارة على أحد أكثر المخرجين جرأة في تاريخ الفيديو كليب العربي.
ردود الفعل آنذاك
خبر الوفاة كان صدمة مدوية في الوسط الفني. نجوم كُثر عبّروا عن ألمهم لفقدانه، خاصة وأن سعادة كان في أوج إبداعه، ويُحضّر لعدة مشاريع ضخمة.
مايا دياب، التي كانت متواجدة أثناء الحادث، صرّحت لاحقًا بأن سعادة كان شديد الحرص على سلامة الطاقم، لكنّه أصر على التأكد بنفسه، ما أدى إلى نهايته التراجيدية.
ماذا ترك لنا يحيى سعادة؟
رغم رحيله المبكر، ترك سعادة بصمة لا تمحى في عالم الإخراج. أعماله كانت خارج الصندوق، مليئة بالرموز، بالألوان، وبالرسائل التي لا تخاف من الانتقاد. حوّل الفيديو كليب العربي من مجرد ترويج أغنية إلى قطعة فنية سينمائية.
من أبرز كليباته:
"أنا طبعي كده" – نيكول سابا
"بياع الورد" – أمل حجازي
"خليني شوفك بالليل" – نجوى كرم
"جرح غيابك" – كارول صقر
وغيرها من الأعمال التي أثارت الجدل وأعادت تعريف الصورة الغنائية.
إرث من الإبداع والصدمة
رغم مرور 14 عامًا على وفاته، لا يزال كثيرون يتساءلون: ماذا لو بقي يحيى سعادة حيًّا؟ كيف كانت ستبدو صناعة الفيديوهات اليوم؟ في زمن يسوده التكرار، يبقى يحيى رمزًا للتمرد والحرية، ورحيله المفاجئ قصة تُروى للأجيال القادمة، عن فنان خاضع للجنون... حتى الموت.