TRENDING
كلاسيكيات

وداعًا لزمن الجيوب الخاوية: حكاية صعود إسماعيل ياسين في ذكرى وفاته الـ53

وداعًا لزمن الجيوب الخاوية: حكاية صعود إسماعيل ياسين في ذكرى وفاته الـ53

تحلّ اليوم، 24 مايو/أيار، الذكرى الـ53 لرحيل أحد عمالقة الكوميديا في العالم العربي، الفنان الكبير إسماعيل ياسين، الذي ترك بصمة خالدة في قلوب الملايين رغم بداياته القاسية وظروفه المادية الصعبة.

في الجزء الأخير من قصة "أيام الجيوب الخاوية"، نتابع رحلة إسماعيل من مدينة السويس إلى القاهرة، حيث قرر أن يجرّب حظه مجددًا ويعمل لدى نجل قدري باشا. بخفة ظله وأمانته، استطاع أن يكسب ثقة الأسرة، حتى تم تعيينه سكرتيرًا خاصًا، وبدأ في المشاركة بحفلات القصر، حيث تعرف على عالم الفن عن قرب.


في تلك الفترة، وقع إسماعيل في غرام المونولوج، وقرر أن يترك الغناء ويتجه لهذا الفن الجديد. موهبته لفتت أنظار ضيوف القصر، ومنهم محامٍ صديق لابن قدري باشا، عرض عليه العمل بمكتبه، وهو ما قبله إسماعيل بعد تفكير، لاقتناعه بأن المحامي قد يفتح له أبوابًا أوسع في عالم الفن.


وبالفعل، تعرّف إسماعيل من خلال عمله الجديد على ملحنين ساعدوه في إعداد المونولوجات ووجد فرصًا متفرقة في الأفراح والاحتفالات. لكن الاستقرار لم يدم، فتعرض لمؤامرة اضطرته لترك المكتب، وانتقل للعيش في بنسيون حيث التقى بأحد معارف الراقصة الشهيرة "نوسة".


سرقة في وضح النهار

ورغم آماله، استيقظ ذات صباح ليجد بدلته ومحفظته قد سُرقت، ليدرك أن زميل الغرفة هو الفاعل. لجأ إلى نوسة التي تعاطفت معه ووفرت له فرصة عمل وسكنًا، لكن سعادته لم تكتمل بعدما اكتشف أنها تستغله كـ"صبي راقصة"، فتركها دون ندم.

بعد سلسلة خيبات الأمل، قرر إسماعيل أن يطرق أبواب الإذاعات الأهلية التي كانت لا تدفع للفنانين بحجة الشهرة. لم يستسلم، إلى أن تأسست الإذاعة المصرية الرسمية عام 1934، فتقدّم لاختبارات القبول كمونولوجيست، ونجح من أول مرة، ليوقّع عقدًا مقابل 16 جنيهًا شهريًا لأربعة مونولوجات.


رغم أن أول ما فعله بعد التوقيع كان استئجار شقة متواضعة وشراء بدلة جديدة، إلا أن ضيق ذات اليد منعه من تأثيث الشقة، فافترش الجرائد ونام على الأرض. ذلك أدى لاحقًا لمشاكل صحية، لكن فرحته لم تكن توصف؛ فقد شعر أخيرًا أن الحظ ابتسم له، وأن زمن الجيوب الخاوية قد ولى إلى غير رجعة.


إرث خالد لا يُنسى

إسماعيل ياسين لم يكن مجرد نجم كوميديا، بل كان قصة كفاح حقيقية، عنوانها الإصرار والتحدي. في ذكرى رحيله، نستعيد مشواره لنتذكر أن النجاح لا يأتي صدفة، بل يُولد من رحم الألم.. تمامًا كما وُلد ضحكنا من خلف دموع إسماعيل.



يقرأون الآن