الفنانة ديانا حداد ودوزي وأغنية "اهدى حبة": توليفة ناجحة، نغم رقيق، وصوت يشق السمع على بهجة. ديو الانسجام الذي يسقط في الأعماق من أول سماع.
صوت ديانا حداد نقي كماء في صخر
صوتها في هذا الديو يعود خارقًا في عذوبته، لم تهزه سنوات العمر، ولم تغبّر عليه نكسة. صوت نضر طازج، يعيدنا إلى البدايات الناصعة، إلى "أمانية" و"ساكن".
تدق الموسيقى لحن الفرح، ويأتي صوت ديانا واصلًا بكل نقاوته، تلك النقاوة التي لا تتعرف عليها إلا من فنانة صاحبة صوت حقيقي، ورنّة نقية، وموهبة لا تزال تتفجر كنبع يفيض من الأعماق.
فنانة تحتاج مساحات لتكتسحها، وأماكن مبارزة لتحلّ فيها، لأنها من أفضل الأصوات التي عرفتها الساحة الفنية خلال الثلاثين سنة الأخيرة.
فهي غنّت اللبناني والبدوي، وكانت رأسًا وملكة على عرشها من "أمانية" إلى "ساكن". وغنّت الخليجي فأتقنت وأبهرت. وغنّت المصري، فوشمت في الذاكرة. يكفي أن نذكر "امشي ورا كدبهم".
ديو يفتح الشهية للسمع
لم تتغيّر ديانا حداد شعرة في هذا الديو، بل يعيدنا حنينًا إلى صوت نشتاق إليه، وأغنية قادرة أن تتخطى الجميع بأسلوبها وجمالها.
ديانا حداد، الصوت الذي يرنّ على بلاط الغناء، يُعرف من خامته الذهبية.
ثلاث دقائق الأغنية الجميلة "اهدى حبة" غير كافية، فهي تفتح المزاج على شهية السمع. صوت ديانا ودوزي فيه انسجام وحب. يتبادلان أدوار الغناء، فيؤلفان قطعة فنية راقية، رقيقة، خفيفة، وسهلة، لا تروي ولا تُشبع من شدّة سلاستها، بل تفتح طاقاتٍ للمزيد.
هذا الديو يعيد ديانا حداد إلى زهو البدايات الكاسحة، يوم سجلت نفسها في مرتبة الصوت الذي يُنافس ولا يُغلب.
الكليب المتناغم مع الأغنية
الكليب جاء بسيطًا، راقصًا، متناغمًا مع إيقاع الأغنية الفرحة. وضعت فيه ديانا حداد روحها الشابة، وغنّت كأنها تبتسم، وتحركت كأنها الأولى في مجالها. تناوبت مع الدوزي في خلطة الصوت الخطير الجميل.
الأغنية، لجمالها، لا تحتاج أكثر مما رأيناه. فهي كفيلة بأن تصل برنّتها إلى القلوب.
جاءت ديانا من لبنان، بصوتها الجبلي الصافي، الذي ما زال يخرق جبال ووهاد الغناء الأصيل. صوت له سِمة النظافة، والتفرد، والقوة.
هذا الصوت اجتمع مع صوت الفنان المغربي، المشهود له بمكانته، الحائز على جوائز، والمُقدَّر بمكافآت ومشاركات دولية. صاحب الصوت الكبير الذي وصل إلى العالم.
اجتمعا معًا على قمة الفن، فكانت هذه الأغنية التحفة الخفيفة التي ستغرّد على كل شفة. نظمها الشاعر محمد البوغة، ولحنها ووزعها محمد يحيا، فجاءت الدقائق الثلاث تردادًا لصوت مشبع بكل ما هو جميل.
شيء من السامبا، ممزوج باللهجة المصرية، مغموس بعبق جبلي لبناني، ملفوف بغلاف رومانسي، والدوزي يرمي صوته الأخّاذ، فاكتمَلَت التوليفة.