TRENDING
كلاسيكيات

قصّة آخر الناجين من سفينة "تيتانيك" وسبب رفضها القاطع للفيلم الشهير

قصّة آخر الناجين من سفينة

في مثل هذا اليوم 31 أيار/مايو من العام 2009، رحلت آخر ركّاب سفينة تيتانيك إليزا غلاديس ميلفينا دي (Millvina Dean) عن عمر 97 عاماً. اشتهرت بعد عرض الفيلم الشهير Titanic الذي رفضت مشاهدته، ووصفته بأنّه يستغل مأساة الأبرياء دون أي وازع أخلاقي.


من هي الناجية الأخيرة من غرق سفينة تيتانيك؟

كانت رسّامة خرائط وموظفة مدنيّة من المملكة المتحدة وهي أيضًا الناجية الأخيرة من غرق سفينة تيتانيك في 15 نيسان/أبريل 1912؛ حيثُ كانت تبلغُ من العمرِ حينها شهرين فقط ما جعلها أصغر مسافر على متنِ السفينة. 

تُوفيّ والدها على متنِ سفينة تيتانيك بينما تُوفيّت والدتها عام 1975 عن عمر ناهزَ الـ 96 عامًا في حين توفي شقيقها الوحيد في 14 نيسان/أبريل 1992 عن عمرٍ ناهزَ الـ 81 عامًا وتزامنَ رحيله مع الذكرى الثمانين لغرقِ سفينة تيتانيك. 

بعد حادث غرق سفينة تيتانيك ونجاتها؛ لم تعرف بما حصل معها حتّى بلغت الثامنة من عُمرها. أُخبرت بكلّ ما حصل وبأنّها كانت من ضمنِ ركّاب السفينة التي تحطّمت وغرقت في منتصف البحر. 


على متن تيتانيك

قرر والدا دين مغادرة المملكة المتحدة والهجرة إلى ويتشيتا في كانساس حيث كان لأبيها أقرباء هناك وكان ابن عمه يمتلك متجراً للتبغ كان سيشاركهُ في ملكيّته.

لم يكن من المفترض أن يكونوا على متن سفينة تيتانيك (تُكتب في حالات أخرى تايتانيك) ولكن بسبب إضراب عُمّال الفحم نُقلوا إليها حيثُ اشتروا تذاكر للدرجة الثالثة. في وقتٍ ما من الرحلة؛ شعر والدها باصطدام السفينة مع جبل الجليد في ليلة 14 نيسان/أبريل 1912؛ فخرج ليتحقّق بنفسه ثمّ عاد إلى المقصورة طالبًا من زوجته تلبيس الأطفال والصعود على سطح السفينة. وُضعت دين ووالدتها وشقيقها في قارب النجاة رقم 10 وكانوا من بين أول ركّاب الدرجة الثالثة الذين فروا قبل غرق السفينة بالكامل بينما فشلَ والدها في الالتحاق بأيّ قارب للنجاة – حيثُ أُعطيت الأفضليّة للنساء والأطفال على الباقي – ما أدى إلى وفاتهِ في وسطِ البحر ولم يُتعرّف على جثته. 


العودة إلى المملكة المتحدة

بعدَ نجاة العائلة الصغيرة المكوّنة من ثلاث أشخاص بعدما فقدوا ربّ الأسرة؛ قرّرت الوالدة العيشَ في مدينة كانساس لتحقيقِ رغبة زوجها في بدء حياة جديدة في الولايات المتحدة. ومع ذلك؛ عادت بعد مدّة رفقة طفليها الصغيرينِ إلى مدينتها الأم في المملكة المتحدة. 


رفضت الفيلم الشهير

بدأت دين تشتهر بعدما تحدثت عنها الصحافة المكتوبة بصفتها أصغر راكبة على متنِ سفية تيتانيك؛ وعلى مرّ السنين شاركت في العديد من المؤتمرات والمَعارض والأفلام الوثائقية والمقابلات الإذاعية والتلفزيونية والمراسلات الشخصية.

ظهرت دين أيضًا في عدّة حلقات من البرنامج الوثائقي لحظات تيتانيك الذي عُرض على قناة التاريخ التلفزيونية. 

في المُقابل رفضت دين رفض بشدة رؤية فيلم تيتانيك (1997) لمخرجهِ جيمس كاميرون حيثُ قالت إنّ عددًا من الكوابيس لاحقتها بعد مشاهدتها لفيلم ليلة للتذكر (بالإنكليزية: A Night to Remember) عام 1958 والذي يحكي نفس القصّة. 

في مقابلة صحفيّة في وقتٍ لاحق؛ قالت دين إنها يمكن أن تتخيّل والدها كواحد من الركّاب الذين تقطعت بهم السبل على متن السفينة الغارقة وهذا كان أحد الأسباب الذي علّلت بها موقفها ذاك. عادت دين في عام 2007 لتتحدث عنها الصحافة؛ لكن هذه المرة بعدما انتقدت إحدى حلقات مسلسل دكتور هو والتي اقتُبست فيها قصّة غرق سفينة تيتانيك لتجسدِ قصّة أخرى مشابهة لها تتحدثُ عن اصطدام نيزكٍ في الفضاء وعلّقت على الموضوع قائلةً: عدم الاحترام هو تحويل هذهِ المأساة إلى ترفيه!


بحلول تشرين الأول/أكتوبر 2007؛ أصبحت دين آخر ناجية من غرق سفينة تيتانيك بعد وفاة باربارا ويست عن عمرٍ ناهزَ الـ 96 عامًا في إنكلترا. 

تُوفيّت دين بسبب الالتهاب الرئوي في صباح يوم 31 أيّار/مايو 2009 بعدَ 97 عامًا وسبعة أسابيع في دار التمريض في أشورست بهامبشاير. أُحرقت جثتها في 24 تشرين الأول/أكتوبر 2009 ورُمي رمادها في شاطئ ساوثامبتون حيث أبحرت سفينة تيتانيك.

ت