أصدرت الفنانة رحمة رياض أغنية "شي حلو" باللهجة العراقية، واحدة من الأغاني "البلدية"، كلمات محلية يصعب فهمها إلا على أهل البلد.
أغنية هشة
"شي حلو" أغنية خفيفة تقع سريعاً بعيداً عن الأسماع، يصعب فهمها ويصعب تذوّقها. هشة كحلوى غزل البنات، تذوب بسرعة وتحتاج بعدها إلى كأس ماء لتشعر بطعمها وتلطيف مذاقها.
صاحبة أغنية "الكوكب" و"وعد مني"، لم يكن جديدها ليقارب كل ما سبق. هذه الأغنية كتتمّة عدد، لا تُغني ولا تُفقر. الكلمات مقطوفة من أرض قاحلة تحتاج زرعاً وماءً وخضرة. مسطّحة المعنى، بدائية التعبير:
"أحبك حُب حُب حُب. عمري ما صادفته. تدري شنو انته؟ فدشي إجه بوكته. وكلبي دك دك دك، وانته سبب دكّته. يا أحلى شي شفته. عمرين عيّشته."
حب في الزنزانة
أغنية فيها ابتسامة، لكن لا تُضحك ولا تغوص في معاني الفرح. اللحن هادئ، لا ينفض روحاً ولا يُسكنها. أجمل ما في هذه الأغنية صوت رحمة رياض، تلك النغمة الخاصة التي تتميّز عن أي صوت آخر، تلفّ به الكلمات ونستدلّ عليها من أنفاسها.
كليب "شي حلو" فيلم قصير يصوّر حبيبة ينشرح صدرها وتبتسم وهي تشاهد حبيبها اللص يُطارَد ويُكبّل ويُساق إلى السجن. ثم تزوره في سجنه مبتسمة، قريرة الذهن، مطمئنّة، ولوح الزجاج فاصل بينهما وهي تغنّي له الحب وترسل له نظرات الدلع.
تفرح وتلفّها الغبطة عندما يُقاتل الحبيب زملاءه السجناء لأنهم التفتوا صوبها بنظرة لم تُعجبه، فتقهقه البطلة العاشقة لهذا المشهد.
حب ماذا؟
غير مفهوم: هل هذا تكريس بأن اللص له حبيبة تذوب فيه وتستطيب رفقته، وتفرح لمشاكله؟ هل هذا منشور وعي أم إحباط في تكريس فعل السرقة والغناء ولفّه بكلمات الحب و"أحبك حب حب حب"؟ حب ماذا؟
أغنية لا ترقى: الكلمات نيئة، واللحن الهادئ الفَرِح لا يتشاطَر مع المعاني. وجاء الكليب كارثياً بمعناه الذي ينشر حبّ المجرمين ويكرّس العواطف النبيلة لأفعال جرميّة.
"شي حلو" سقطة لرحمة رياض كانت في غنى عنها. فهذا ليس حباً، ولا ما يُحزنون. الحب يحتاج جرعة جدّية أكبر وأسمى ممّا سمعنا وممّا رأينا.
"شي حلو" الأغنية من كلمات علي رياض، ألحان سيف الفارس، أما التوزيع والإنتاج الموسيقي فتولّى مهمّته محب الراوي.
والكليب من إخراج ريشا سركيس.