TRENDING
موضة آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

عن ثوب كارول سماحة الأسود في أمستردام.. بين الألم والإصرار على التخطّي

عن ثوب كارول سماحة الأسود في أمستردام.. بين الألم والإصرار على التخطّي


كارول سماحة تلبس الأسود وتغني محاولة كبْت الجرح بضمادة سميكة. أطلت في أمستردام بذلك الثوب الأسود ذي الأكمام المفرودة، كفراشة تحلق في فضاء الاستقبال الشهي. محترقة لكنها راقصة. موجوعة لكنها في أعلى أبهة وأجمل تحليق.


إطلالة الحزن الجليل

فُتحت لها الأبواب، فظهرت كارول سماحة سيدة الحزن والتخطي الجليل في أمستردام خلال حفل أحيته هناك، فاستُقبلت استقبال الفاتحين: تصفيق، وهتاف، وحناجر تبارك وتؤهل.

وقفت بقامة لا تنحني، ملتحفةً بالثوب الأسود الرقيق الطويل من تصميم نور فتح الله، يشبه في قصّته عباءة تلفّ القامة الفارعة. شعر مضموم وصوت حاضر لا يخطئ، تحاول أن تكمل مسيرتها بتحدٍّ ومواظبة واستمرار.

كانت إطلالتها تعبيراً صارخاً عن عمق الكمد والحزن الذي تعيشه، وكان غناؤها واستمرارها بمثابة قوة في مواجهة المصائب والقدر الحزين.


ذلك الثوب حمل أكثر من دلالة، وجميعها اجتمعت حول فكرة الحداد، ومحاولة الاستمرار رغم الجراح، واستقاء القوة من الماضي لبناء القادم بأقدام متشبثة لا تتزحزح.

وعن هذه الليلة، كتبت كارول لجمهورها رسالة مؤثرة عبر حسابها في "إنستغرام":

"كل خطوة نحو المسرح كانت تذكيراً بمدى القدرة التي تملكها الموسيقى لأخذنا بعيداً. من بيروت إلى أمستردام، غنيتُ لكل شعور عشته يوماً. شكراً على الحب، وشكراً لأنكم جعلتم ليلتي تتوهّج بهذا البريق. هذا الفستان الأسود كان شاهداً على لحظات سحرية... وأنا أيضاً."

الأسود... رفيق الجلالة والتوهج

وفي ليلة ثانية من أمستردام، بقي الأسود رفيقاً لوناً يعبّر عن أسى كما عن توهّج. أسى الظروف الصعبة التي تعيشها كارول، وتوهج القامة التي تجعل من لون القتامة فرحًا وتفاؤلاً.

بدا الأسود سيداً على قامتِها. لم نقرأه مجرد لون، بل ظلّ يظلل الأمسيات الناجحة والقامة التي تلبس كل رداء وتحوله إلى قيمة لا حدود لها.


قادرة كارول أن تبدل معنى اللون. فيصبح أسود الحداد فخامة. وتصبح الهامة مكانة عالية.

في الإطلالة الثانية، فردت كارول شعرها الفاتح مع غرة قصيرة، وتركته يظلل أكتافها. بدت بالثوب الطويل ذي القصة المستقيمة، مع زنار رفيع يشد الخصر، أكمام طويلة وياقة مرتفعة مرصعة بأحجار لامعة، وتفصيلة متوهجة على الصدر.

وكأن المصممة نور فتح الله قرأت أجواء الظروف، فنسجت لكارول تصاميم تليق بحزنها وتؤنسها. فكانت الإطلالة رزينة، ثابتة، ومنتهى الشياكة.


الحزن لا يكمن في الثوب، لكنه يعبَّر عنه. الحزن يبقى محفوراً في الأعماق، حتى لو ارتدينا زهو الدنيا.

وكارول، بإصرارها، تتحدى كمد الروح، وتفرخ وردة معطرة، عبقها ينال كل محبيها، سواء في مسرحها الذي لا تنطفئ أضواؤه، أو في حفلاتها التي تحولها بحنجرتها الصابرة إلى صوت ملهم وقدرة ترفع لها القبعات.



يقرأون الآن