بدأت منصة نتفليكس مؤخرًا بعرض فيلم "World War Z" للمرة الأولى على خدمتها في منطقتنا، ما أعاد هذا العمل السينمائي المميز لبطله النجم العالمي براد بيت إلى واجهة اهتمام المشاهدين، رغم مرور أكثر من عشر سنوات على صدوره الأول عام 2013. وبين موجات الأعمال الجديدة، يُثبت هذا الفيلم أن بعض القصص لا تفقد بريقها مهما مر الزمن.
عدوى لا تُرحم... وقصة سباق مع الوقت
في "World War Z"، نتابع رحلة جيري لين، محقق سابق لدى الأمم المتحدة، يجد نفسه فجأة في قلب جحيم عالمي، بعد انتشار فيروس غامض يحوّل البشر إلى كائنات زومبي شرسة وسريعة. وفي ظل تهاوي الأنظمة وتفكك المدن، يسافر جيري من كوريا إلى القدس ثم إلى ويلز، محاولًا الوصول إلى أصل العدوى وكشف طريقة للنجاة.
ما يميز الفيلم هو عدم اقتصاره على الرعب والدماء فحسب، بل تقديمه نظرة سياسية واجتماعية عن تعامل الدول مع الأزمات، إضافة إلى رسم خريطة مرعبة لما قد تبدو عليه نهاية العالم، إذا ما وقفنا عاجزين أمام وباء خارج السيطرة.
لماذا ننصح بمشاهدته؟
واقعية مقلقة:
رغم تصنيفه كفيلم خيال، إلا أن تجربة العالم الحقيقية مع جائحة كورونا أعطت الفيلم طابعًا أكثر قربًا من الواقع. مشاهد الإغلاق والفوضى ونقص المعلومات تبدو مألوفة بشكل مفزع.
إيقاع لا يهدأ:
الفيلم يبدأ بالكارثة ولا يمنح مشاهديه لحظة راحة، بل ينتقل من أزمة إلى أخرى بوتيرة مشوّقة تجعله مناسبًا لعشاق التوتر والإثارة.
زومبي مختلفون:
هذه ليست تلك الكائنات البطيئة التي اعتدناها في أفلام أخرى. زومبي "World War Z" سريعين، عنيفين، ويتصرفون ككائنات غريزية لا هدف لها سوى العدوى.
أداء براد بيت:
يقدم النجم العالمي براد بيت أداءً متزنًا وإنسانيًا، متجنبًا المبالغة، ما يجعل الشخصية الرئيسية أكثر قربًا للمُشاهد.
قيمة إنتاجية عالية:
من المؤثرات البصرية إلى مواقع التصوير المتنوعة، يتفوق الفيلم على كثير من الأعمال الحديثة في جودة التنفيذ.
رسالة خفية خلف الرعب
هو ليس مجرد فيلم زومبي. إنه تذكير حاد بأن الكوارث لا تسأل عن جنس أو عرق أو حدود. وأن البقاء للأذكى، وليس فقط للأقوى. كما يطرح تساؤلات ضمنية عن التعاون الدولي، والأنانية، والقدرة البشرية على التكيّف تحت الضغط.
سواء كنت قد شاهدته سابقًا أو تراه للمرة الأولى، فإن عودة "World War Z" عبر نتفليكس فرصة ذهبية لإعادة اكتشاف عمل لا يزال يحتفظ بكامل قوته رغم مرور سنوات على إنتاجه وعرضه.