رغم كل ما مرّت به من حملات تحطيم وتصيد وانتقادات، لم تنكسر إليسا. ظنّ البعض أنها ستتراجع، ستنطفئ، أو ربما ستغيب قليلاً عن الساحة… لكن ما حدث كان العكس تماماً. وكأن القدر قرر أن يصالحها، أن يعانقها، أن يبرهن لها من جديد، أنه آن الأوان لتلمع من جديد بهدوء يليق بالكبار.
منذ أيام، عُرضت حلقة من برنامج "طرب مع مروان". حلقة صُوّرت قبل أكثر من عام، لتتصدر المشهد وكأنها بُثّت في توقيت صاغه القدر بدقّة.
في الحلقة، ظهرت إليسا متألقة، متصالحة، تغنّي بإحساسها العالي الذي لطالما ميّزها، وإلى جانبها رفيق النجاح وصديق الدرب، الفنان مروان خوري. مشهدٌ جمع فيه الحنين بالحضور، والصوت بالروح، والصدق بالفن الحقيقي. مشهد عاد ليطغى على مشهد تم تداوله على نطاق واسع من مناسبة فنية ليقال: إليسا انتهت.
الأغاني تتصدّر… وإليسا تعلو القمّة
بمجرّد عرض الحلقة، بدأت الأغاني التي قدّمتها إليسا تتصدر على منصة "أنغامي". والملفت أن الجمهور لم ينجذب فقط للأداء، بل للطاقة التي عادت بها إليسا: تلك الثقة الهادئة، الكاريزما الناضجة، والحضور الذي لا يُنافس.
قالتها إليسا مرّة ردّاً على سؤال حول الانتقادات: "أنا إليسا."
واليوم، وكأن الواقع يُعيد ترديد هذه الجملة بكل فخر: نعم، إنها إليسا… الفنانة التي تعلو القمّة، حتى حين يحاول البعض جرّها إلى القاع.
مجدٌ لا تهزّه إطلالة ولا تصريح
في عصر السوشال ميديا، حيث الإطلالات تُستهلك بسرعة، والمواقف تُقطع وتُحرّف، تصمد إليسا بثبات. لم يهزّها لوك اعتبره البعض غير موفق، ولم تُغرقها زوبعة تصريح سياسي عابر، ولا حتى تصرّف عفوي لم يُعجب البعض في لحظة غضب أو انفعال.
لأنها ببساطة، لا تبيع موقفاً ولا تتصنّع، بل تعيش فنها كمرآة لذاتها.
إليسا ليست صوتاً عابراً. ليست مجرّد نجمة تمرّ في موسم. هي خامة صوتية خاصة، تُغني من الإحساس لا من الحبال الصوتية.
هي تُغرد. تروي حكايات الناس، وتقول ما لا يجرؤون على الاعتراف به.
ما فعلته حلقة "طرب" لم يكن مجرّد عودة إعلامية، بل كان بمثابة صفعة للمتنمرين لتكتب فصل نجاح جديد في حياة الفنانة.
فصل لا يحتاج إلى ضجيج ولا إلى تصريحات نارية. يكفي فيه صوت نقي، إحساس صادق، ووقفة فنية تليق بفنانة صنعت مجدها بنفسها.