نجوى كرم، المعروفة بجرأتها في طرح أفكار الحب وأحاسيسه، تعود بألبوم جديد من أربع أغانٍ تحمل طابعها الخاص. تسمي الأمور كما هي، لتخلق إحساسًا بلديًا صادقًا، عاريًا من كل تحفظ. تقول الأحاسيس كما هي، وتترك غبار الصدمة يتناثر في الأجواء.
"أيا أنا بدّك": الكلام القوي برفقة لحن الرقة
تفتتح نجوى إصدارها الجديد "حالة طوارئ" بأغنية "أيا أنا بدّك"، من كلمات نزار فرنسيس وألحان عماد شمس الدين وتوزيع هادي شرارة. كلماتٌ عميقة مصبوبة في لحنٍ متغلغل بالرقة.
أغنية حب تضع الخيارات أمام الحبيب، وتُظهر نجوى كرم قوية متماسكة، بنبرة مطوية على حنان:
> "قلت اللي عندي، قول اللي عندك
أنا قلبي ناطر يسمع ردّك
أكتر حدا بيترك أنا، وأكتر حدا بيبقى أنا
بين الأنا وبين الأنا... أيّا أنا بدّك؟"
تغني نجوى فلسفة القوة في الحب، وتضع النقاط على الحروف كأنها قاضية تفصل في القضية. كلام فرنسيس يأخذ المستمع إلى جو صادم، يُليّنه لحنٌ يشبه النشيج داخل القرار الصعب. ربما تكون هذه الأغنية أكثر الأغاني تماسكًا، في عمقها وهندستها اللحنية وصوت نجوى الدافئ رغم لهجة الحزم.
"شريك قلبي": البوح الجريء
أغنية "شريك قلبي" من كلمات وألحان إيفان نصوح، وتوزيع هادي شرارة، تمثل مزاج العشق المنهمر، حيث تتجلى نجوى بالفرح والبوح العاري.
تغني الحب بجرأة وعلانية، بأسلوب لا تجرؤ عليه الكثير من النساء. إنها أغنية دلع الحب، فيها فيض من أنوثة ضعيفة في الحب، قوية في التصريح:
> "تعا حط إيدك ع قلبي
قلبي إلك نصّو
جسّ النبض جسّو
حسّ اللي عم حسّو لما بشوفك قبالي"
هي الرومانسية حين تأتي مدوية، ونجوى تُجيد نزع الأغطية عن الأحاسيس، فتتحول الأغنية إلى اعتراف يُتداول على الشفاه.
"حالة طوارئ": أغنية الصدمة
أغنية "حالة طوارئ"، التي تحمل عنوان الألبوم، تفتتح بكلمة "سئيل"، فتهزّ المستمع من اللحظة الأولى. نجوى لا تخشى الصدمة، بل تجيد لعبتها منذ "خليني شوفك بالليل" و"دوم تاك".
تدوس على ألغام الكلام وتفجرها أغانٍ ترافق من يقفون على حافة الحب.
> "بما إنّك حدا سئيل، وما بترضى بالقليل
قلّي كيف بتقدر تسرقلي قلبي وما بتترك دليل؟
عندي حالة طوارئ مش عادية
النوم طاير من عينيي، النار ماسكتها بإيديّ... ياي"
الأغنية من كلمات عماد شمس الدين، ولحنه الجديد يلتقط الذائقة ويصنع طعمًا مختلفًا.
"وينك حبيبي": الأغنية الطربية المغايرة
أما المفاجأة فكانت في الأغنية الرابعة، "وينك حبيبي"، من كلمات طلال حيدر، ألحان الموسيقار طلال وتوزيع فادي جيجي.
نجوى قلّما تُخفض صوتها، لكنها في هذه الأغنية تطوع أوتارها للحن شجي، تؤديه بأصول الطرب الكلاسيكي. ترافقها أوركسترا ناعمة، ويخرج صوتها من مناطق لم نعتدها منها.
هذه الأغنية تُعيد تعريف نجوى كرم، وتضعها على سكة التجديد.
والتي تقول في كلماتها: "نطرتك والدنيا ليل.. لحالي وغريبة عم يسألني الليل .. وينك حبيبي؟ اشتقت لك كتير.. وما بعرف شو بيصير .. وينك "حبيبي؟.. وينك حبيبي؟ تعا خذني بيديك .. وينك حبيبي؟ تعا خبيني بعينيك
أربع أغانٍ، مقطوفة من سهول موسيقية مختلفة، يجمع بينها صوت واحد ثابت، وأداء مسرف في الكليبات والفساتين والأجواء.
قالت نجوى تعليقًا:
"إن شاء الله أغاني ألبوم "حالة طوارئ" تعجبكن.. إنتو ناس حقيقيين بحياتي، لأن محبتكن مش مشروطة.. دعولي."
كأن نجوى، رغم عقود من النجاح، ما زالت تختبر الحب من جديد، وتقف متوجسة، تطلب الدعاء.