TRENDING
مشاهير العرب

ريم كفارنة تقلب موازين "آسر": أداء لامع يسرق الأضواء... ويسرق محور القصة أيضاً

ريم كفارنة تقلب موازين

شكّل انضمام الممثلة السورية ريم كفارنة إلى مسلسل "آسر" نقطة تحوّل درامية لافتة، ليس فقط على مستوى سير الأحداث، بل أيضًا على صعيد تركيبة الشخصيات وديناميكيات العلاقات في المسلسل.

كفارنة دخلت العمل مجسّدة شخصية "جود"، ابنة الخال رستم (عباس النوري) تلك الشابة الغامضة التي ظهرت بمزيج من الرقة والتمرد، محمّلة بتاريخ عائلي مضطرب وعلاقة شائكة مع والدها. ورغم أن "جود" ليست محور الحكاية في بنائها الأصلي، إلا أن أداءها كان بمثابة المحرك الخفي الجديد للعمل، واضعًا المسلسل على سكة جديدة قد لا تشبه انطلاقته.


بين العناق والدموع... مشهد العتاب الذي هزّ القلوب

في مشهدٍ شديد التأثير، وقفت ريم أمام عباس النوري في مشهد عتاب مشحون بالمشاعر، اختلط فيه الغضب بالحزن، والشك بالحب، وانتهى بعناق مبكٍ فتح جروحًا كثيرة.

بدا هذا المشهد كاشفًا لموهبة كفارنة، التي استطاعت أن تحقن الشخصية بدرجات متباينة من الضعف والقوة، مؤكدة على جدارتها في أخذ مكان متقدم في خريطة الدراما السورية.

العلاقة بين "جود" ووالدها "رستم" ظلت طيلة الحلقات الأخيرة محاطة بضباب كثيف من الالتباس، حيث لا نعرف تمامًا إن كانت تكرهه أم تحبه، تخافه أم تحتمي به. هذا الغموض المُتقن منح المسلسل طاقة تشويقية إضافية، خاصة بعد أن بدا أن أعداء رستم لا يجدون وسيلة أنجع للانتقام منه سوى من خلال ابنته.


"آسر" يُنقذ جود... وتتحوّل القصة

أكثر من محاولة قتل طالت "جود" في الحلقات الأخيرة، وكانت كلها بمثابة اختبارات نفسية للشخصيات المحيطة بها. وفي كل مرة، يظهر "آسر" (باسل خياط) في اللحظة الحاسمة لينقذها، حتى بات حضوره مرهونًا بها، أكثر من كونه بطلًا ينتقم لكرامته أو يسعى إلى تحقيق عدالته الخاصة.

هنا تحديدًا، بدأت ملامح التحوّل الإشكالي في المسلسل، حيث ذابت حبكة الانتقام الأساسية التي انطلقت منها القصة — وهي انتقام آسر من زملائه الذين خانوه وأدخلوه السجن — في الخط الجديد الذي يقوده عباس النوري من خلال شخصية "رستم"، وتدعمه ريم كفارنة من خلال شخصية "جود".


دخول ريم كفارنة: بين الإيجابية والهيمنة

الإيجابيات:

إضافة درامية حقيقية: دخول ريم أضاف دفعة قوية للدراما العائلية داخل المسلسل، وأغنى التوترات النفسية.

أداء متمكن: جسدت كفارنة شخصية "جود" بأداء حساس ومتقن، خاصة في المشاهد العاطفية التي تطلّبت توازنًا دقيقًا بين الحيرة والحب والغضب.

تعميق الشخصية الأبوية: وجود جود منح شخصية "رستم" أبعادًا إنسانية جديدة، ما أتاح لعباس النوري تقديم مستويات تمثيلية متعددة.


السلبيات:

انحراف المسار السردي: بانضمام ريم، تغيّر محور المسلسل كليًا، إذ فقد الجمهور تدريجيًا خيط الحكاية الأساسي المتعلّق بآسر وثأره الشخصي.

ذوبان البطل في خدمة الشخصية الجديدة: بدا أن شخصية آسر، رغم قوتها، صارت مُسخّرة لحماية "جود"، لدرجة أنه ترك والده على سرير العملية القلبية، وركض لإنقاذها، ما أضعف منطق الشخصية الأساسية.

إقحام غير متوازن: بعض المتابعين رأوا أن دخول "جود" جاء مفاجئًا وغير مبرّر دراميًا بشكل كافٍ، وكأن الكاتبة قررت اختراع محور جديد لمجرد إضافة الإثارة.


في المحصلة: ريم كفارنة ربحت... لكن المسلسل؟

لا شك أن ريم كفارنة ربحت في هذا المسلسل، ووضعت بصمة واضحة أعادت تسليط الضوء على موهبتها بعد غياب نسبي عن أدوار مؤثرة. لكنها أيضًا استحوذت على الحكاية إلى درجة أثارت الجدل بين جمهور "آسر"، الذي انقسم بين من أحب النقلة الدرامية الجديدة، ومن اعتبر أن المسلسل خرج عن سكّته الأصلية، وفقد توازنه بين البطولة الفردية والحبكة الجماعية.



يقرأون الآن