في ظل الضجة الواسعة التي أثارتها قضية القبض على الفنانة الكويتية شجون الهاجري بتهمة حيازة المخدرات، لفتت الأنظار تغريدة قصيرة ومعبّرة كتبها الفنان الإماراتي حسين الجسمي عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، قال فيها:
"من ستر رُحِم"
رغم أن الجسمي لم يذكر أسماء أو تفاصيل،إلا أن التوقيت الحساس لنشر التغريدة دفع كثيرين إلى الربط بينها وبين الصورة المتداولة للفنانة شجون الهاجري، التي ظهرت فيها وهي جالسة على الأرض، مكبّلة اليدين، وبوجه مكشوف، داخل أحد مراكز التحقيق، بينما تقف خلفها لافتة "الأمن الجنائي" إلى جانب ما قيل إنها مواد مخدرة تم ضبطها.
موجة غضب كويتية: "التحقيق لم ينتهِ بعد... فكيف تُفضح بهذا الشكل؟"
عدد كبير من المغردين الكويتيين أعربوا عن سخطهم الشديد من نشر الصورة قبل انتهاء التحقيقات، معتبرين ذلك نوعاً من التشهير العلني والإهانة غير المبرّرة، لا سيما بحق شخصية معروفة تحمل في داخلها تاريخاً من المعاناة النفسية والاجتماعية.
وأشار المغردون إلى أن الصورة "لم تُظهر جريمة بقدر ما أظهرت وجعاً إنسانياً"، متسائلين لماذا تم كشف وجهها علناً، في وقت يتم فيه تمويه وجوه المروجين والمجرمين في الصور الرسمية.
خلفية قاسية: شجون الهاجري ووصمة "اللقيطة"
الانتقادات ازدادت حدّة عندما ذكّر كثيرون أن شجون نفسها سبق أن كشفت عبر حسابها على إنستغرام أنها "لقيطة"، وتعلمت في سن الـ13 أنها متبناة، في لحظة صادمة أثّرت بالرأي العام الخليجي حينها. هذا الاعتراف الذي أتى بالدموع، وضع شجون في نظر الكثيرين ضمن فئة "الناجين من قسوة الحياة"، ما جعل رؤية صورتها بتلك الحالة أشبه بفتح جراح قديمة أمام الجميع.
هل كانت تغريدة الجسمي صدفة... أم موقف إنساني؟
ورغم أن الفنان حسين الجسمي لم يؤكد أو ينفِ أي علاقة بين تغريدته والقضية، إلا أن عبارته "من ستر رُحِم" تم تداولها كـ"صرخة رحمة وسط قسوة جماعية"، خصوصاً أنها جاءت في وقتٍ كانت فيه صورة شجون تملأ مواقع التواصل، وتُعاد مشاركتها بأحكام قاسية وسخرية من البعض.
بين القانون والرحمة... أين تقف العدالة؟
تبقى قضية شجون الهاجري اليوم محور جدل أخلاقي، لا يتوقف فقط عند التهمة، بل يتجاوزها إلى طريقة تعامل المجتمع والجهات الرسمية مع إنسانة جُرحت مراراً منذ طفولتها، لتُواجه اليوم انهياراً علنياً أمام ملايين المتابعين.