في جلسة نقاشية بعنوان “صُنع في مصر وسُمع حول العالم”، قدّم الفنان المصري أمير عيد، مؤسس فرقة “كايروكي”، رؤية مغايرة لمفهوم النجاح الفني، معتبرًا أن الصدق مع النفس والجمهور أهم من أي انتشار أو أرقام.
“الفنان الحقيقي ليس براند. الفنان الحقيقي يبدأ بالصدق مع نفسه، ثم ينقل هذا الصدق إلى جمهوره، عندها فقط تصل فكرته ويصير له أثر”، بهذه الكلمات عبّر عيد عن موقفه من تحوّل بعض الفنانين إلى علامات تجارية، ما يفقدهم رسالتهم الأصلية.
حفلة في توقيت مباراة القمة… وجمهور “يُقدّر الكلمة”
ولم يخلُ حديثه من الطرافة، إذ روى موقفًا حصل مع الفرقة عندما أقاموا حفلة تزامنت مع مباراة الأهلي والزمالك، فقال مازحًا:
“الموسيقى بالنسبة لي ليست وسيلة لقتل الوقت، بل لحظة تواصل روحي وفكري. الجمهور الذي اختار أن يترك مباراة القمة ليحضر حفلتنا هو جمهور يُقدّر الكلمة والصوت والأغنية”.
“نفسي أغني في أماكن ما يعرفني فيها أحد”
بروح حالمة وطموحة، تحدث أمير عن رغبته في تقديم الموسيقى خارج إطار الشهرة المعتاد، فقال:
“أحلم بأن أغني في أماكن لا يعرفني فيها أحد، وأن آخذ الجمهور في رحلة موسيقية لا لمجرد تسليتهم، بل ليعيشوا التجربة كاملة. أريد أن تكون حفلاتي كأنها لقاء إنساني صادق، لا مجرد عرض فني”.
العالمية؟ سؤال مش هدف
وعن فكرة “العالمية”، شدد عيد على أن معناها يختلف من فنان لآخر، قائلاً:
“لا بد أن يسأل الفنان نفسه: لماذا أريد أن أكون عالميًا؟ وماذا يعني ذلك لي؟”
البداية من الداخل
وأوضح أن مشروع “كايروكي” انطلق برغبة في مخاطبة الجمهور المحلي بلغة وثقافة قريبة منهم، وليس بدافع تقديم فن عالمي بلغة أجنبية، فقال:
“منذ البداية، لم أفكر في الغناء بلغات أجنبية أو مخاطبة جمهور لا يعرف لغتي. هدفي كان واضحًا: أن أكون صادقًا مع جمهوري المحلي أولًا. هذا هو مفتاح الوصول الحقيقي لأي فنان”.
وتحدّث عن تجاربه في الغناء بدول لا تتحدث العربية، مبينًا أن الحضور غالبًا ما يكون من الجاليات العربية، وأضاف:
“هي تجارب مهمة وغنية، لكنها ليست دائمًا أكثر تأثيرًا من حفلاتنا في القاهرة أو بيروت أو دبي”.