TRENDING

"يما مويل الهوى، يما مويليا" والنغم الحنون. تعود الينا جوليا بلحن غزة الجريحة. والوطن الذي صار داخل الملاجئ وصفارات الإنذار تعلن حرب السماء والموت مستشري في كل بقعة. والبلاد ركام.

تعود جوليا فاتحة صوت الصمود. هي التي غنت للوطن منذ أكثر من أربعين عاماً. وما زالت ترفع صوتها في وجه المحتل. من زمن "بنرفض نحن نموت" إلى زمن "يما مويل الهوى". تاريخ من الاحتلال الذي لا يشبع قتلاً ويفترس كل ما أمامه كغول.


لم يتغير شيء في ملحمة الصمود وفي دور "البعبع الذي لا يوفر بشراً ولا حجراً. يستبيح الأرض بلا قلوب ولا عقول. دفن الإنسانية تحت ركام غزة وقبلها تحت ركام بيروت وفلسطين تئن منذ دهر تحت وطأة احتلال غاصب.

جوليا التي امتشقت صوتها كما في كل مرة خنجراً في وجه عدو قادر أن يصلب ابن الله في زمن الخلاص. هو نفسه يصلب شعباً بأكمله ويرفعه على خشبة الموت.

  "يما مويل الهوا يما مويليا، ضرب الخناجر ولا حكم النذل بيا، ومشيت تحت الشتا والشتا رواني، والصيف لما أتى ولع من نيراني، بيضل عمري انفدى ندر للحرية، يا ليل صاح الندى يشهد على جراحي، وانسل جيش العدا من كل النواحي، والليل شاف الردى عم يتعلم بيا، بارودة الجبل أعلى من العالي، مفتاح درب الأمل والأمل برجالي، يا شعبنا يا بطل أفديك بعينيا، يما مويل الهوا...".  

أغنية عمرها أكثر من مئة عام أنشدها الفلسطيني بالأمس ضد الاحتلال الإنكليزي، وما زال هذا الشعب يحمل بنادقه وحجارته وأرواحه ويراشق بها العدو الجديد امتداداً لعدو الأمس.

وجوليا لبست الأسود واستعادت أغنية لم يغبرها التاريخ رغم قدمها، بل تمسح كلماتها كل يوم بدم الأطفال والأبرياء. والأصوات تهتف ضد هذا الألم والعمى يعم قلب العالم بأجمعه. لكن "ضرب الخناجر ولا حكم النذل بيا".

يقرأون الآن