تواجه النجمة اللبنانية نادين نسيب نجيم في الفترة الأخيرة سيلًا من الانتقادات، لا بسبب عمل فني أو تصريح إعلامي، بل نتيجة ظهورها المستمر على السوشال ميديا، حيث تشارك جمهورها بلحظات من حياتها اليومية، وأحيانًا بلقطات مرحة وعفوية. ورغم الشعبية التي تحصدها عبر هذه الفيديوهات، لا يسلم حضورها من الجدل والانقسام.
التحرش وقضية الجدل: عفوية أم تشهير؟
أكثر ما أثار الجدل مؤخرًا كان الفيديو الذي نشرته نادين حول حادثة "تحرش "، تحوّلت سريعًا إلى اتهام بالتشهير بشاب "لا حول له ولا قوة" وفق رأي البعض. رأى هؤلاء أن الممثلة تجاوزت خصوصية الآخر، في حين دافع عنها كثيرون معتبرين أنها تصرّفت بعفوية ولم يكن في نيتها إيذاء أحد، بل سلطت الضوء على ظاهرة تعاني منها نساء كثيرات.
من فيديو التحرش إلى الترند مع ابنتها
لاحقًا، ظهرت نادين في مقطع على تيك توك مع ابنتها، أثار إعجاب الجمهور وتصدّرت الترند. لكن مجددًا، تعرّضت لانتقادات طالت حتى طريقتها في الأمومة، وكأن المشاهير مطالبون دائمًا بمثالية خارقة.
لكن هنا يطرح سؤال جوهري نفسه:
إذا كان الممثل يطلّ على جمهوره من خلال عمل كل عامين، هل عليه أن يغلق بابه وينزوي في الظل؟
السوشال ميديا: منصّة أم مأزق؟
في عصر أصبحت فيه السوشال ميديا هي البوابة الأولى للتواصل مع العالم، من الطبيعي أن يشارك الفنان جمهوره بلحظاته الواقعية، ويخلق تفاعلًا يقرّبه منهم، لا أن يتحوّل ظهوره إلى تهمة. فأي أذى تحديدًا تسببت به نادين نجيم بمقاطعها العفوية؟ وأين المشكلة في أن تُضحك جمهورها، أو تحكي تجربة مرت بها، أو تشارك ابنتها لحظة إنسانية على الملأ؟
جمهور يصفق للغرب ويُعاتب العرب
من المفارقات اللافتة أن الجمهور العربي غالبًا ما يُصفق بحماسة للفنانين العالميين الذين يظهرون بعفويتهم، يرقصون، يمزحون، ويتحدثون بلا فلاتر على السوشال ميديا، بينما يُطلب من النجم العربي أن يكون رسميًا، متحفّظًا، صامتًا. فلماذا هذا التناقض؟ هل العفوية امتياز حصري لنجوم هوليوود فقط؟
بين الإطلالة والغياب: التوازن هو المفتاح
ورغم كل ما سبق، من المهم القول إن الظهور المستمر والمفرط قد يُفقد النجم شيئًا من وهجه، وهذا لا يخص نادين فقط بل يشمل أي فنان. فالتوازن مطلوب؛ لا أن تختفي النجمة وتُنسى، ولا أن تفرط في الظهور إلى حدّ الاحتراق.
نادين نسيب نجيم تبقى واحدة من أبرز النجمات في العالم العربي، ونجاحها ليس وليد المصادفة. قد يكون من الطبيعي أن يُثار حولها الجدل، لكن من الظلم تحويل كل لحظة تعيشها إلى مادة للانتقاد.