مرّت ثلاث أيام فقط بين ميلاد ورحيل النجم الكبير محرم فؤاد، إذ وُلد في 24 حزيران/يونيو ورحل عن عالمنا في 27 من الشهر نفسه عام 2002، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا خالدًا وأسرارًا لم تُروَ من قبل.
في ذكرى وفاته، استحضرت الفنانة عايدة رياض في مقابلة قبل سنوات ذكرياتها مع زوجها الراحل، وكشفت عن تفاصيل مؤثرة عاشها في أيامه الأخيرة، قائلة:
"آخر عيد ميلاد له حضره كان في المستشفى، كان قد بلغ الـ68 عامًا، وكان ذاهبًا لغسيل الكلى، لكنه طلب من الطبيب أن يبقى لأنه كان يشعر بتعب. كان لديه أمل أن يتعافى ويخرج ويكمل، وكان يُحضر لأغنية جديدة ما زلت أحتفظ بكلماتها، تبدأ بـ:
أنا قلبي أخرس وما بيشوفش كمان بعنيه…"
كم عدد زيجات محرم فؤاد الحقيقية؟
رغم الجدل الكبير حول عدد زيجاته، بين من يقول إنها 11 أو 6 أو 7، أكدت عايدة رياض الحقيقة بقولها:
"محرم رسميًا لم يتزوج سوى ثلاث مرات: من ماجدة بيضون، والدة ابنه الوحيد طارق، ثم أنا، وأخيرًا الإعلامية منى هلال التي عاش معها آخر خمس سنوات من حياته. أما الباقي فكان مجرد شائعات أو زيجات عرفية – لا أعلم حقيقتها. أكثر ما كنت أتمناه أن أُنجب منه، لكن إرادة الله فوق كل شيء."
محرم فؤاد ونشيد "بلادي بلادي"
من الحقائق المجهولة عن محرم فؤاد، بحسب عايدة، دوره الفني في تعديل النشيد الوطني المصري "بلادي بلادي"، إذ أوضحت:
"محرم كان يعتز جدًا بأنه هو من أعاد ضبط النشيد الوطني، فقد وجد أن الموازير والأضلاع الفنية غير منضبطة كنشيد رسمي، فأعاد توزيعها وعدّل بعض الكلمات. ورغم ذلك، رفض الرئيس جمال عبد الناصر اعتماده لوجود اسم مصر فيه، لأن البلاد آنذاك كانت تُعرف باسم "الجمهورية العربية المتحدة". لكن الرئيس أنور السادات وافق لاحقًا على اعتماده."
وعكة صحية في المغرب... والشفاء في جنيف
خلال إحدى حفلات صوت العرب في المغرب في منتصف الستينيات، أصيب فؤاد بأزمة صحية خطيرة. تقول عايدة:
"أثناء الحفل، اكتشف الأطباء شللًا في أحد أحباله الصوتية، وأخبروه أنه إذا لم يُجرِ عملية عاجلة فسيخسر صوته إلى الأبد. الدولة تكفلت بعلاجه في جنيف، وبفضل الله عاد صوته."
خصومة فنية مع عبد الحليم حافظ
أما عن علاقته بالنجوم، فكشفت عايدة عن توتر دائم بينه وبين العندليب عبد الحليم حافظ، قائلة:
"محرم كان له صولات وجولات مع عبد الحليم، وصلت لدرجة أنه سجل أغنية (تعب القلوب يا أهل الله) خصيصًا ليسمعها حليم!"
إرث لا يُنسى
برحيل محرم فؤاد، فقدت الساحة الفنية أحد أبرز الأصوات الأصيلة في تاريخ الطرب العربي. فنان امتلك الإحساس، والجرأة، والموهبة المتكاملة، وظلّ حتى لحظاته الأخيرة متمسكًا بالحياة وبالفن، يحلم بأغنية جديدة، رغم الألم.