هل يشهد قطاع الدراما في سوريا انتكاسة حقيقية رغم انتعاش البلد؟ ما حقيقة هجرة شركات الإنتاج؟ وما حقيقة انتقال تصوير الأعمال المحليّة إلى لبنان والإمارات؟ وهل ثمّة أعمال لا تزال عالقة في أروقة الرقابة؟ وهل صحيح أنّ الرقابة تسنّ سيفها لتقطع رقاب المبدعين؟ أمّ أنّ كل ما يقال لا يعدو كونه شائعات؟
أعمال في عز الحرب
رغم اندلاع الحرب لم تتأثر الدراما ما يجعل السؤال الأكثر إلحاحاً: ماذا يجري اليوم؟
من أبرز الأعمال التي صوّرت خلال الحرب، مسلسل "الندم" للمخرج الليث حجو عام 2016، و"عندما تشيخ الذئاب" لعامر فهد عام 2019، وصولاً إلى إنتاجات حققت نجاحات خلال السنوات التي سبقت سقوط النظام السوري في ديسمبر/كانون الأول 2024، مثل "كسر عضم" للمخرجة رشا شربتجي عام 2022 و"الزند: ذئب العاصي" لسامر البرقاوي 2023، وصولاً الى تحفة الليث حجو و رامي كوسا "البطل" عام 2024 عقب سقوط النظام السوري.
الإدارة الجديدة والإنتاج الفني
مع تولي الإدارة الجديدة زمام السلطة في سوريا، طُرحت أسئلة كثيرة عن مستقبل الدراما. كما بدا الخوف على الحريات سؤالاً ملحاً، خصوصاً مع توجه عدد كبير من نجوم الفن السوري إلى لبنان والى الامارات العربية المتحدة ومصر، كما نقل بعض الشركات أعمالهم الى بيروت وأبو ظبي (شركة غولدن لاين)، وتأجيل بعض الشركات أعمالهم الى العام المقبل (مسلسل المماليك)، أما مسلسل "مطبخ المدينة" قد يدخل في موت سريري تحت وطأة التأجيلات المتكررة.
كل هذا يعيد إلى الواجهة تساؤلات عن مصير الدراما السورية إلى أين؟
اللجنة الوطنية للدراما: هذه حقيقة ما يجري
في هذا الإطار، يوضح رئيس اللجنة الوطنية للدراما السورية مروان حسين عدة نقاط في حديث لـ"هواكم".
يكشف حسين عن سبب تأجيل "المماليك" الى العام المقبل، قائلاً إنه "تأُجّل بسبب امتداد العمل على الجغرافيا السورية".
ويتابع "يحتاج العمل إلى بناء ديكور ضخم، بالإضافة إلى تجهيز وتحضير، الأمر الذي لا يكفيه الوقت الفاصل بين اللحظة والموسم الرمضاني المقبل، علمًا أن الشركة تجهز لعمل اجتماعي بديل عنه لا يحتاج إلى الكثير من التحضير".
ماذا عن شركة "غولدن لاين" ونقل أعمالها الى لبنان والامارات؟
يقول مروان حسين إنّه تفاجأ مثل الجميع بخبر بقرار شركة "غولدن لاين" نقل اعمالها الى لبنان والامارات، رغم أن الشركة في اليوم نفسه صباحاً قد تقدمت بعملين لها، ثم أعلنت مساءً خلافَ ذلك لظروفها الخاصة "التي نقدرها، وهذا شأنها"؛ مشدّدا على "أننا بصفتنا جهات معنية نقدم التسهيلات اللازمة، ولكن الشركة ارتأت ذلك، من دون مبرر واضح".
مصير الدراما السورية
ويتابع حسين في تصريحاته لـ "هواكم": "ثمة شركات أخرى تحضّر لأعمال درامية، مثل (قبنض) و(أفاميا) و(سبارك) و(دراما شيلف) و(غزال) و(بلاك تو)... والدراما السورية غير مرتبطة بأشخاص، إنما تبنى على جهود جمعية وتكاتف"، مشيرا الى أنّ "البيت الداخلي يتسع للجميع، لذلك لا يمكن القول أنه إذا غابت شركة فستغيب الدراما معها". ويؤكّد على أن هناك أعمال قيد التصوير اليوم.
وبالعودة إلى الموسم الرمضاني السابق، الذي رافق عملية "التحرير"، ورغم وجود أولويات ضخمة كبناء المؤسسات، وحماية المرافق العامة وترسيخ الأمن، يقول إنّ الدولة في ذلك الوقت ارتأت حماية الأعمال الدرامية ومواقع التصوير وكافة القطاعات الصناعية والتجارية، ولأجل ذلك استمرت الدراما وعرضت أعمال ذات قيمة ونوعية مرتفعة".
ويختم مروان حسين حديثه قائلاً: "المحطات العربية بدأت بالتوافد إلى سوريا لافتتاح مكاتب إقليمية خاصة بها، مما يساهم في تأكيد نظرية النهضة بقطاع الدراما اليوم".