في السنوات الأخيرة، تصدّر مسلسل Squid Game الكوري الجنوبي عناوين الأخبار حول العالم، ليس فقط بسبب نجاحه الهائل، بل أيضًا بسبب شائعات مخيفة ارتبطت به، أبرزها أن كوريا الشمالية تُنزل عقوبة الإعدام بأي شخص يشاهده داخل البلاد.
لكن، ما مدى صحة هذا الادعاء؟ وهل هناك أدلة تؤكّد هذا الخبر؟ دعونا نُفصّل الحقيقة الكاملة خلف هذه القصة المثيرة للجدل.
أصل الشائعة: تقرير من مصدر واحد فقط
الضجة بدأت في عام 2021، عندما نشرت إذاعة Radio Free Asia (راديو آسيا الحرة) تقريرًا يُفيد بأن السلطات في كوريا الشمالية قامت بإعدام طالب مراهق بعد تهريبه وبيعه نسخًا من مسلسل Squid Game على أقراص USB. كما زُعِم أن عدة طلاب آخرين تلقّوا أحكامًا بالسجن المؤبد والعمل القسري بسبب مشاهدتهم للمسلسل.
لكن ما يجب معرفته هنا أن هذا الخبر:
استند إلى مصدر مجهول داخل كوريا الشمالية.
لم تُؤكده أي جهة دولية مستقلة أو منظمات حقوقية مثل هيومن رايتس ووتش أو منظمة العفو الدولية.
لم يصدر عنه أي تأكيد رسمي من حكومة كوريا الشمالية (وهذا متوقع بسبب طبيعة النظام المغلق).
لم يُدعّم بأي صور أو مستندات رسمية.
لماذا يصعب التأكد من الأخبار داخل كوريا الشمالية؟
كوريا الشمالية تُعدّ واحدة من أكثر الدول انغلاقًا في العالم، حيث تُسيطر الحكومة بشكل تام على المعلومات ووسائل الإعلام، وتُقيّد بشدّة دخول الصحفيين أو مراقبي حقوق الإنسان. لذلك:
يصعب التحقق من صحة التقارير التي تُنشر عنها.
غالبًا ما تكون الأخبار المسرّبة مضخّمة أو مشوّهة.
تستغل بعض وسائل الإعلام هذه القصص لجذب الانتباه دون تأكيد.
هل من الممكن أن يكون هناك عقوبات بالفعل؟
نعم، من المعروف أن كوريا الشمالية تفرض قيودًا صارمة على دخول المحتوى الأجنبي، وخاصة الكوري الجنوبي أو الأميركي، وتعتبر مشاهدته "اختراقًا ثقافيًا خطيرًا". وقد تتضمن العقوبات:
الغرامات المالية الكبيرة.
العمل القسري أو الإصلاح عبر معسكرات.
في حالات نادرة – وبحسب تقارير سابقة غير مؤكدة – قد تصل العقوبات إلى الإعدام، خاصة إذا تم تهريب المحتوى بشكل منظم.
لكن لا توجد أدلة دامغة أو موثوقة حتى الآن تؤكد تنفيذ إعدام بسبب مشاهدة Squid Game تحديدًا.