رغم أن الصيف يعتبر تقليديًا موسمًا "ميتًا" في عالم التلفزيون بسبب الإجازات وانشغال الجمهور بالخارج، تواصل منصات البث الرقمية مثل نتفليكس وشاهد إطلاق أعمال ضخمة خلال هذه الفترة. فما هو السر التسويقي وراء هذا الاختيار غير المتوقع؟
جمهور عالمي ومتعدد الاهتمامات
تعتمد نتفليكس على جمهور عالمي متنوع، حيث تزامن الصيف مع إجازات في نصف الكرة الشمالي، ما يزيد من وقت المشاهدة. أما في العالم العربي، فيقضي الناس وقتًا أكبر في المنزل أو على الشاطئ مع هواتفهم، مما يشكل فرصة مناسبة للمنصات الرقمية لجذب المشاهدين.
استغلال ضعف المنافسة التقليدية
يتميز الصيف بانخفاض إنتاج وتقديم المحتوى التلفزيوني المباشر، ما يترك فراغًا كبيرًا في السوق. تستفيد المنصات الرقمية من هذه الفرصة لتقديم محتوى متجدد وجاذب، مما يعزز مكانتها أمام التلفزيون التقليدي.
استراتيجيات إطلاق "الحدث الكبير"
إطلاق مسلسلات وأعمال ضخمة مثل "Squid Game" و"Wednesday" خلال الصيف يخلق ضجة إعلامية واجتماعية، تشجع المشتركين على البقاء متصلين بالمنصة، وتجذب مشاهدين جدد، رغم ضعف الموسم التلفزيوني التقليدي.
تغيّر عادات المشاهدة
اتجه المشاهدون في العصر الرقمي إلى اختيار توقيت المشاهدة حسب أوقات فراغهم، خاصة خلال العطلات الصيفية، بدلاً من الاعتماد على مواعيد المواسم التلفزيونية الكلاسيكية. وهذا يتيح للمنصات الرقمية حرية إطلاق محتواها في أي وقت.
التوفير في التكاليف
يُعتبر الصيف موسمًا أقل تكلفة تسويقية مقارنة بمواسم الشتاء والخريف، مما يمنح المنصات فرصة للتميز وإطلاق أعمال جديدة مع تقليل التنافس والإعلانات المكلفة.
استهداف الجمهور العربي في شاهد
اختارت منصة شاهد إطلاق المسلسل التركي المعرب "سلمى" في الصيف، مستهدفة جمهور الشباب العربي الذي يتابع المسلسلات التركية بشكل نشط في هذه الفترة، مما يوسع قاعدة المشاهدين ويحقق انتشارًا أوسع.
تثبت هذه الاستراتيجيات أن الصيف لم يعد موسمًا "ميتًا" في عالم الترفيه، بل أصبح فرصة ذهبية للمنصات الرقمية لتوسيع انتشارها، زيادة المشتركين، وتقديم محتوى قوي يناسب عادات المشاهدة الحديثة.