لطالما كانت الفنانة الكبيرة شادية رمزًا للبهجة والعفوية، سواء على الشاشة أو في كواليس حياتها. وبينما عرفها الجمهور بصوتها العذب وأدائها الساحر، قلّ من يعرف تفاصيل طريفة من طفولتها، كشفت عن جانب مرح من شخصيتها ظلّ ملازمًا لها حتى بعد النجومية.
الطفلة فاطمة.. وتمثيل القراءة أمام الفصل
قبل أن تصبح "شادية" الاسم اللامع، كانت تُدعى فاطمة، الطفلة المجتهدة في المدرسة، والتي اعتاد معلموها أن يطلبوا منها قراءة الدروس بصوت عالٍ، لما كانت تضيفه من حماس وأداء تمثيلي يساعد زملاءها على فهم الدروس بسرعة.
وفي يوم من الأيام، طلب منها أستاذ القراءة أن تقرأ درسًا جديدًا، يتحدث عن عصفور صغير يتعرض للتعذيب من طفلين، فيصرخ العصفور قائلاً: "آه آه آه... اتركوني".
لكن الطفلة فاطمة توقفت فجأة عند تكرار كلمة "آه"، فقد كانت أول مرة ترى فيها الكلمة مكتوبة، ولم تفهم أنها تعبير عن الألم!
من "آه" إلى "واحد وخمسة"!
بتلقائية الأطفال، نظرت فاطمة إلى الكلمة وحاولت "تحليلها"، فقررت أن الحرف "آه" هو ببساطة رقم 1 وبجانبه رقم 5، فصرخت بحماس:
"واحد خمسة، واحد خمسة، واحد خمسة... اتركوني!"
ضحك الأستاذ وسألها مندهشًا:
"يا بنتي، إيه واحد وخمسة؟ جبتيهم منين؟!"
فأجابت ببراءة:
"ما هو رقم واحد وجنبه خمسة أهو!"
لم يكتفِ عقلها الصغير بهذا التحليل، بل زادت الحماسة حين عادت للمحاولة، وهذه المرة قالت:
"واحد وخمسين، واحد وخمسين، واحد وخمسين... اتركوني!"
وهنا انفجر الصف بأكمله ضحكًا، وسقط الأستاذ على الأرض من شدة المرح، قبل أن يشرح لها أن ما قرأته ليس أرقامًا، بل كلمة "آه" التي تعبّر عن الألم!
ضحكة بقيت معها مدى الحياة
تقول شادية لاحقًا إن هذه اللحظة لم تفارق ذاكرتها، وأنها كلما قرأت أو غنّت كلمة "آه" في أغنية، كانت تتذكر الحادثة وتضحك لنفسها.
ضحكة بريئة بدأت من فصل الدراسة، ورافقتها حتى خشبة المسرح، لتصبح جزءًا من سحرها العفوي الذي عشقها به الجمهور.