أغنية "ارجعلها" لعمرو دياب، من ألبوم ابتدينا، هي بوضوح "أغنية الرجل النرجسي بامتياز" — ليس فقط في موضوعها، بل في طريقة صياغتها العاطفية التي تُلبس السيطرة ثوب الحُب.
من زاوية النص والمعنى
المطرب في الأغنية لا يُعبر عن ندم صادق أو رغبة حقيقية في الإصلاح، بل يتحدث من موقع خوفه من أن تكتشف المرأة قوتها.
هو لا يقول: "أنا تغيرت، أحتاجك، آسف"، بل يقول:
"ارجعلها قبل ما تعرف إنها تقدر تعيش من غيرك."
بمعنى: ارجع قبل ما تكتشف أنها مش محتاجاك أصلًا — كأن كل الأزمة عنده هي فقدان الهيمنة، وليس فقدان الحبيبة.
النفسية الذكورية النرجسية
نجد الخطاب محمّلًا بقلق الرجل على صورته أمام نفسه، وليس على مشاعر الطرف الآخر.
"قبل ما غيرك ييجي وتعرف منه قيمتها"
وكأنها ما عندهاش قيمة إلا لو رجل تاني شافها.
غياب الاعتراف بالخطأ
لا نسمع أي جملة فيها تحمل للمسؤولية أو اعتذار. الرجل لا يُقر بأنه أخطأ، بل يحذر فقط من عواقب "تأخيره" عليها.
التركيز على التوقيت كخطر
كأن المرأة قنبلة موقوتة ستنفجر بالاستقلال، لذا يجب استعجال السيطرة عليها قبل فوات الأوان.
"ارجعلها" ليست أغنية حب بقدر ما هي نشيد قلق رجل نرجسي يشعر بأن سلطته العاطفية على امرأة بدأت تتآكل.
يطلب الرجوع لا لأنه اشتاق، بل لأنه لا يتحمل أن تعيش بدونه وتلك ليست رومانسية، بل غيرة سامة مغلفة بنغمة جميلة.
الموسيقى قد تكون جاذبة كعادة الهضبة، لكن المعنى؟ فيه رائحة تملك، لا حب.