تفتتح مهرجانات بيت الدين لصيف 2025 بأمسية تحمل توقيع الفنانة اللبنانية جاهدة وهبه بعنوان "ديوانية حب"، مساء الخميس 10 تموز/يوليو، في عرض استثنائي يجمع الغناء بالشعر، والحنين بالحداثة، وتشارك فيه إلى جانب الفنانتين ريهام عبد الحكيم ولبانة القنطار، بمرافقة أوركسترا متوسطية بقيادة المايسترو أحمد طه، ونخبة من العازفين العرب والأجانب. الأمسية ليست مجرّد حفل موسيقي، بل لقاء طربي درامي حميم، يتداخل فيه الغناء الفردي والثنائي والثلاثي، وتُستعاد فيه روح المجالس الشرقية بنَفَس معاصر، حيث تلتقي القصيدة باللحن، وتتجاور الحكاية مع الصوت، ضمن تصميم بصري وموسيقي متكامل. وتتضمّن الأمسية باقة من روائع كبار العمالقة، في تحية غنائية تُعيد إحياء الجمال بصيغة الحاضر، وتستحضر أثر الأصوات التي حفرت في الوجدان العربي.
تقول جاهدة وهبه إن مشاركتها في افتتاح مهرجانات بيت الدين هذا العام تمثّل لحظة مفصلية في مسيرتها، إذ يلتقي فيها الخاص بالوطني، والشخصي بالجمعي، مؤكدة: "ليس كثيرًا أن أقول إن هذه المشاركة تختصر جزءًا من الحلم الذي حملته منذ بداياتي، لأن بيت الدين ليس مجرد مسرح، بل فضاء تتكثف فيه الذاكرة، ويصير فيه الغناء فعل انتماء وامتداد، وتتحوّل فيه اللحظة إلى بصمة في الروح."
وتضيف: "ديوانية حب هي دعوة إلى الإصغاء، إلى اللقاء، إلى شغف لا يشيخ، حيث يُصبح الجمهور شريكًا في صناعة اللحظة، ويستعيد الفنّ مكانته كقوة جامعة، تُرمّم الداخل وتفتح نوافذ المعنى."
التحضير للأمسية بدأ منذ أشهر، بإشراف من المصمم الفني كريم مسعود، ومتابعة إنتاجية لجانا وهبه، وبدعم كبير من إدارة مهرجانات بيت الدين. أما الأوركسترا فتضم عازفين بارزين من لبنان والعالم العربي وأوروبا، من بينهم علي مذبوح، أسامة عبد الرسول، ونزار عمران، يشكّلون معًا نسيجًا صوتيًا غنيًا يتناغم مع رؤية الأمسية وروحها.
وتؤمن وهبه، في ظل الظروف الإقليمية الراهنة، أن المهرجانات ليست مجرّد احتفالات، بل أشكال من التحدّي الثقافي، ومساحات للضوء وسط العتمة، مؤكدة أن الثقافة والفنون تحمينا من الجهل، وبالتالي من الانهيار. وتختم بالقول: "إلى بيت الدين نحمل أصواتنا وشغفنا لنحتفل معًا بالحياة، بالحب وبالموسيقى التي لا تُهزم."