وائل كفوري عريسٌ في أغنية "تك تك قلبي"، الأغنية الموسمية التي تأتي صيفًا مع موسم الأعراس. يخرج من نفسه ويقدّمها رجلَ الإثارة، بروبٍ وسيجار.
الكليب له الغلبة.
لبس وائل كفوري بدلة السموكن السوداء، وطلب يدها بقلبٍ يخفق، والسيجار الثخين ملأ فمه يخبر بأنه العريس "اللقطة"، القادر والمقتدر. لم تخذله الفتاة، وافقت، فما من فتاة تقاوم وسامة وائل.
أغنية الأعراس صُوّرت في حارات الضيعة العتيقة، والشاب الفنان يطرح نفسه شخصية لا تُقاوَم، يدير حفلة الرقص والغناء والموسيقى تصدح على رتمٍ واحد راقص، لكنه غير جديد، يعيدنا إلى أجواء القرى، حيث الرجل المبادر ذو المكانة والإمكانية سيحصل على مراده.
ثلاثية "تك تك قلبي" من لحنٍ وصوتٍ وكلمات، غلبها التصوير وفاز بكل الأشواط. فوائل، الذي لم يفكّ أزرار سجيّته، انطلق في هذا العمل ضاحكًا، راقصًا، منطلقًا، وهازجًا، بعيدًا عن تلك الصورة الجامدة التي اعتدنا عليها.
لحن الأغنية يراوح عند أفقٍ واحد، والكلمات العادية درزت في سياق القيل والقال، لا يعلق في الذهن سوى "تكات القلب"، يرافقها لحن لا يسطر حنين سطيحة البيت العتيق، ولا عريشته، ولا الأبواب الخشبية القديمة. تبقى أغنية الموسم العابرة، تحضر وتغيب، ولن تُخزن في خوابي الأعمال الموسيقية التي يُبنى عليها اسم مرحلة.
هل فعلًا أغنية تفتح ساحات الدبكة؟
أغنية وائل كفوري الجديدة ليست من أفضل ما غنّى، وصوته لم يفتح مناطق القلب في المستمع، بل بقيت أغنية محدودة في إطارٍ ضيق، تصلح أغنية راهنة في عرس، مسحوب منها "عصب الأغنية الكبيرة" ذات الجاذبية الطاغية والاكتساح المحبب.
متلازمة "تك تك قلبي" الطويلة، التي بُنيت عليها قاعدة التشويق، كافية لخلق ساحة دبكة في عرس. ضربات طبله تعلو ثم تتهادى، فتصفق الأرجل نغمًا فوق الأرض، وترسم صورة العريس الحُلم الذي حضر بروب النوم، ولم تكن العروس قادمة من السموات السبع، بل فتاة عادية. فكلمة "ملهوفي أنا أكتر منك" سقطت دون أن تدوي، مرّت كحبة سقطت من خرم بلا ضجيج، ودون صدمة إيجابية.
وائل كفوري، الصوت الكبير الذي صداه غرّد لعقود، لا تخيّبه أغنية بعناصر محدودة، فأرشيفه ثري، وأغانيه عالقة في الروح. و"تك تك قلبي" ليست تجديدًا لمكانة "معقول تشتي بـ آب"، و"يا ضلي يا روحي"، و"ليل ورعد وريح"، و"ما وعدتك بنجوم الليل".
أغنية الأعراس التي تشعل دم أهل الضيعة والرفاق بمزمارٍ ورقٍ وطبل، لم يكن لحنها مشتعلاً، ولم يفجّر فتيلها صور العشق والحب واللقاء. لغة التجديد واللمعة الفنية كانت أقل سطوة. السيجار والروب الأحمر، والبذلة السوداء، أقوى ملمحًا لشخصية من رجال المافيا العصريين.
"تك تك قلبي" ثاني أغنيات ألبوم وائل كفوري "WK25"، من كلمات منير بو عساف، وألحان وتوزيع موسيقي بلال الزين، وميكس وماسترينغ علي رمضان، وإخراج شريف ترحيني. الأغنية الآن على اليوتيوب، والمنصات الموسيقية، ومحطات الراديو. الألبوم من إنتاج وائل كفوري، ومن تنفيذ شركة And Beyond، ومن توزيع شركة Digital Sound.