في حفلاتها الأخيرة، تواصل النجمة العالمية جينيفر لوبيز إثارة الجدل، ليس بأغانيها أو عروضها الراقصة فحسب، بل بإصرارها اللافت على الظهور بملابس جريئة، تحديدًا المايوه المسرحي، حتى في أماكن لا تتقبّل بسهولة مثل هذا النوع من الإطلالات. أبرز الأمثلة كان حفلها في الرياض على هامش عرض المصمم اللبناني العالمي إيلي صعب، حيث ارتدت ملابس بدت نافرة على ثقافة الجمهور السعودي المحافظ، ما عرّضها لموجة من الانتقادات.
لكن لماذا تصر جينيفر لوبيز، النجمة الخمسينية التي لا تزال تملك جسدًا يشبه فتاة عشرينية، على الظهور بهذا الشكل؟
هل المسألة مجرد محاولة لإثبات أنها لا تزال شابة وجذابة؟
أم أنّ وراء هذه الإطلالات رسالة أبعد ترتبط بصورتها الذاتية بعد طلاقها الأخير من النجم بن أفليك؟
بين الهوية الجسدية والاستعراض
جينيفر لوبيز لم تكن يومًا فنانة عادية، بل ارتبط اسمها دائمًا بالقوة الأنثوية، الاستقلال، والقدرة على التجدّد. لكن في عالمٍ يقدّس الشباب ويربط الجمال بالسن الصغيرة، تواجه النجمات ضغطًا مستمرًا للحفاظ على صورة "الشابة الجذابة" مهما تقدّم بهنّ العمر.
قد تكون المايوهات التي ترتديها جينيفر اليوم ليست مجرد زيّ استعراضي، بل بمثابة تأكيد على تحدي الزمن. هي لا تقول فقط "ما زلت قادرة"، بل تقول أيضًا "أنا الأفضل، رغم عمري".
طلاق بن أفليك... هل غيّر المعادلة؟
لا يمكن تجاهل توقيت هذه الإطلالات، إذ جاءت بعد أشهر من طلاقها مجددًا من بن أفليك، الرجل الذي ارتبطت به بقصة حب طويلة وشائكة. في علم النفس، كثيرًا ما يُفسَّر هذا النوع من التغيير الخارجي كردة فعل تعويضية بعد صدمة عاطفية، وكأنها تحاول إثبات أنها لم تنكسر، وأنها لا تزال مرغوبة و"مطلوبة" على خشبة المسرح وخارجها.
صدمة الجمهور السعودي
الجدل الحقيقي بدأ عندما قدّمت جينيفر عرضها في السعودية، وهي ترتدي ملابس لا تتماشى مع الثقافة المحلية. ورغم أن الرياض فتحت أبوابها للترفيه العالمي، إلا أن السقف الأخلاقي للجمهور لا يزال مختلفًا عن جمهور الغرب.
مايوه لامع على المسرح، وسط جمهور خليجي، ليس مجرّد زيّ، بل رسالة ثقافية تُقرأ كاستفزاز أو تجاهل للسياق الاجتماعي.
أداة لصناعة العناوين
ولا يمكن تجاهل أن جينيفر تعرف تمامًا قواعد اللعبة. كل صورة وكل إطلالة محسوبة جيدًا ضمن خطة تسويق لشخصيتها كعلامة تجارية عالمية. في عصر السوشيال ميديا، الجرأة تسوّق، والجدل يصنع التفاعل، والمايوه قد يكون مجرد أداة لصنع العناوين.
شجاعة أم عناد؟
في النهاية، لا يمكن إنكار أن جينيفر لوبيز لا تزال تتمتع بكاريزما عالية وجسد رياضي وشباب لافت، ولكن يبقى السؤال مطروحًا:
هل تحاول جنيفر أن تبقى شابة في أعين الجمهور؟ أم أنها فقط لا تريد أن تُعرّف إلا بشروطها، حتى لو خالفت التقاليد؟