بينما تُطفئ الملكة كاميلا اليوم شمعتها الـ78، لا يمكن تجاهل ظلال الماضي الثقيلة التي تلاحقها حتى في احتفالاتها الخاصة. إنها ليست مجرد ملكة. إنها المرأة التي وُصفت بأنها "خطرٌ ملكي متنكر في هيئة زوجة وفية"، والتي اتُّهمت علنًا بأنها "دمرت زواج القرن".
ديانا قالتها صراحة: "كان هناك ثلاثة في هذا الزواج"
في واحدة من أكثر المقابلات التلفزيونية صدمة في تاريخ العائلة الملكية البريطانية، وقفت الأميرة ديانا أمام العالم وقالت عبارتها الخالدة:
"كان هناك ثلاثة في هذا الزواج، لذا كان مزدحمًا جدًا."
لم تكن بحاجة لذكر اسم كاميلا؛ فالعالم كلّه عرف من هي "المرأة الثالثة".
تلك الجملة وحدها، زرعت بذور الشك والازدراء في قلوب البريطانيين تجاه كاميلا باركر بولز، المرأة التي سُرقت منها الأضواء عقودًا، ثم عادت لتحكم القصر لا كعشيقة خفية بل كـ ملكة متوجة.
من ظلّ العشيقة إلى عرش الملكة
كاميلا وُلدت في 17 تموز/يوليو 1947، وعاشت حياة اجتماعية مريحة ضمن طبقة النبلاء، لكنها ستُخلَّد في الذاكرة الشعبية بوصفها "المرأة التي خطفت أمير ويلز من أميرة القلوب".
رغم زواجها من أندرو باركر بولز، استمر ارتباطها العاطفي بتشارلز سرًا وعلانية. وفيما كانت ديانا تكافح لحماية بيتها من الانهيار، كانت كاميلا تتقدّم، خطوة بعد خطوة، نحو التاج.
في عام 2005، تزوجت كاميلا من الأمير تشارلز، وسط عاصفة غضب شعبي، ولم يُسمح لها باستخدام لقب "أميرة ويلز" احترامًا لذكرى ديانا. لكن الصدمة الكبرى جاءت بعد وفاة الملكة إليزابيث الثانية، حين تم تتويجها رسميًا ملكةً للبلاد، وكأنّ شيئًا لم يكن.
ولاء الشعب المكسور
رغم كل محاولات القصر الملكي لإعادة تشكيل صورتها، لم تنجح كاميلا يومًا في خطف قلوب البريطانيين كما فعلت ديانا. ظلت صور الأميرة الراحلة تُرفع في المناسبات، بينما وُصفت كاميلا بأنها "الملكة التي لا أحد صوّت لها".
ومع كل ذكرى ميلاد، يعود السؤال الأبدي للظهور: هل غفَرَ الشعب البريطاني؟
وهل تسامح التاريخ مع كاميلا؟
أم أن تتويجها كان مجرّد خيانة ناعمة لذاكرة ديانا التي لم تمت في قلوب الناس؟
اليوم.. كاميلا تحتفل وحيدة في قصر مليء بالذكريات
في عيد ميلادها الـ78، تحيط بكاميلا ألقابها، وحشود من البروتوكولات، وابتسامات رسمية. لكنها تعرف، تمامًا، أن خلف الصور الملكية تقبع قصة امرأة واجهت كراهية أمة... ونجحت في أن تعتلي العرش رغمًا عنها.
كاميلا لم تُحب يوماً... لكنها حكمت.
كاميلا لم تُسامَح يومًا... لكنها انتصرت.
وهذه وحدها، حكاية جديرة بالتأمل في عيد ميلادها.