أحمد سعد وروبي في أغنية "تاني"، والروح العالية ترقص في حوار لقاءٍ تمَّ بلا موعد.
في زمنٍ بات فيه الحزن سمة، ومطاردة لحظة الفرح غنيمة، يأتي هذا الديو لينشر تفاؤلًا ونغمًا يضيء لحظات الكمد.
يجيدها أحمد سعد، بطل من "وسع" الساحات ليحتلها، وتُقدِّمها روبي بإجادة وهي تعيد نغمات "ليه بداري كده". الاثنان لهما يد في صنع تلك اللحظة التي تنشر البهجة.
البساطة جمال لا يعرفه إلا أبناء الصدق، وروبي وسعد يجتمعان في أغنية تنافس نفسها. الحب هنا ليس رفضًا بل تعجبًا، واللقاء ليس موعدًا بل صدفة، والغناء يوحّدهما في لحظة مستعادة، بعد أن اجتمع الملايين على حبهما معًا في أغنية "الليالي"، يعيدان الكرّة في "تاني".
اللحن والتوزيع يحتلان لحظة التفرد الفني. أحمد طارق يحيا صنعها بإجادة المحترف المسكون بالموهبة، ومن يعرف كيف يستحضر أمزجة الناس، ويفكّ عقدهم، ويُسيطر عليهم بنغمة راقصة سلسة، تشبه قطافًا جميلاً أتى بلا موعد، فكانت السلال ممتلئة.
أما كلمات فلبينو، فعلى بساطتها، هي علامات تعجب تُجيد حياكة الذوق العام:
> تاني إنتِ تاني
طالعة لي دايمًا هنا وهناك
تاني إنتَ تاني
غلّبت قلبي يا واد بهواك
تاني تاني تاني
تاني إنتَ تاني
لسه جلالة طبعًا وخداك
تاني أيوة تاني
وأديني جيت ورقصت معاك تاني
إنه الانكسار الجميل، والانحناء للرغبة المشوّقة. هي العودة حين لا يعود للهروب معنى، ولا للمجابهة انتصار، بل الانصياع وعيش اللحظة هو الفوز المحتم.
روبي وأحمد سعد يُجيدان استحضار أمزجة الفرح، يُدرِكان كيف تُحضَّر كؤوس الأعراس، وتلتهب الساحات برقص الأجساد. وعندما يجتمعان، لا بد أن تهتزّ الأرض بصدق الكلام البسيط، والنغمة المتحررة إلا من إيقاعها الطري المنعش.