في موقف إنساني أثار تفاعلًا واسعًا، أوقف الفنان الفلسطيني العالمي سانت ليفانت حفله في مدينة البترون، مساء الجمعة 25 تموز/يوليو، ضمن فعاليات مهرجانات البترون الدولية 2025، اعتراضًا على ما اعتبره “قمعًا لرمز القضية الفلسطينية”، بعدما شاهد أحد عناصر الأمن يسحب علم فلسطين من أحد الحاضرين.
بيان توضيحي من لجنة مهرجانات البترون
عقب انتشار مقاطع الفيديو من الحفل والتفاعل الجماهيري والإعلامي الكبير، أصدرت لجنة مهرجانات البترون الدولية بيانًا توضيحيًا بتاريخ 28 تموز، أوضحت فيه ملابسات الحادثة، وأكدت دعمها لحرية التعبير والتضامن الإنساني.
وجاء في البيان :
“تودّ لجنة مهرجانات البترون الدولية أن توضح للرأي العام أن سحب أحد الأعلام الفلسطينية خلال الحفل لم يكن استهدافًا للعلم الفلسطيني أو رمزيته، بل نتيجة سوء تقدير من أحد عناصر الأمن، بسبب وجود شعار غير واضح على العلم، اعتُقد خطأً أنه شعار حزبي، وهو ما تمنعه الإجراءات الأمنية المتّبعة في المهرجان.
تؤكد اللجنة أن أكثر من مئة علم فلسطيني رُفع خلال الحفل بحرية تامة دون أي تدخل، بما في ذلك العلم الفلسطيني الذي رفعه الفنان سانت ليفانت بنفسه على المسرح، والذي كانت اللجنة قد وفّرته له.
نعيد التأكيد أن لا خلفية سياسية للحادثة، وندعو الجميع إلى تقصّي الحقيقة وتفادي نشر الأخبار المضلّلة. وستبقى مهرجانات البترون منصة مفتوحة للفن والثقافة والتعبير الحضاري.”
“هل ممنوع العلم الفلسطيني؟”
خلال أدائه على المسرح، لاحظ سانت ليفانت سحب العلم من بين الجمهور، فقطع العرض وتوجّه مباشرة بالاعتراض قائلاً:
“لماذا أخذت العلم الفلسطيني؟ هل ممنوع العلم الفلسطيني؟ كيف يعني؟ لا يصير ذلك.”
وعلى الفور، تعالت هتافات الجمهور: “فلسطين حرة”، تعبيرًا عن تضامنهم مع الفنان ورفضهم لما جرى.
توقف مؤقت عن الغناء
تأثّر سانت ليفانت بالمشهد، فقرّر الانسحاب مؤقتًا، قائلاً لفرقته الموسيقية:
“آسف، بس إذا العلم الفلسطيني ممنوع، فأنا ما بقدر كمّل بهيك أجواء.”
وصف الموقف بأنه “محبط ومحرج”، وغادر المسرح وسط تصفيق ودعم واضح من الحاضرين.
عودة العلم… وعودة الفنان
بعد بضع دقائق، أُعيد العلم الفلسطيني إلى صاحبه، فعاد ليفانت إلى المسرح لاستكمال العرض، مؤكدًا أمام الجمهور:
“فلسطين ولبنان بلد واحد.”
واستمر الحفل بأجواء حماسية، وسط رفع مكثّف للأعلام الفلسطينية من قبل الجمهور.
مهرجانات البترون مستمرة
يُذكر أن حفل سانت ليفانت أُقيم في ميناء الصيادين – البترون، بحضور جماهيري واسع، ضمن سلسلة العروض الصيفية التي تستقطب فنانين من لبنان والعالم.
ورغم الجدل الذي أثارته الحادثة، شددت اللجنة المنظمة على أن المهرجان مستمر بنجاح، وسيبقى مساحة مفتوحة للتنوّع الثقافي والفني، بعيدًا عن أي اصطفاف سياسي.